لبنان
27 تشرين الأول 2016, 13:28

نشاط البطريرك الراعي - الخميس 27 تشرين الأول 2016

إستقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الخميس 27 تشرين الأول 2016، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من طائفة الصابئة المندائيين برئاسة الشيخ ريشاما ستار جبار حلو رئيس الطائفة في العالم والعراق، يرافقه رئيس جمعية الثقافة المندائية في اربيل نزار شنيشل، مديرة جمعية الثقافة المندائية فائزة دياب ورئيس مركز دراسات الأقليات في الشرق الأوسط الأب يوحنا عقيقي، في زيارة عرض فيها الوفد لتاريخ الطائفة وعقيدتها وطقوسها. واشار الشيخ ريشاما الى ان "الصابئة هي جزء لا يتجزا من شعب العراق، وهي تتواجد منذ قرون طويلة في جنوب ما بين النهرين واللغة التي ينطقون بها هي الآرامية بلهجتها الشرقية."

 

وأعتبر ريشاما ان "غبطة البطريرك هو اب للجميع وراعي للجميع. ونحن لمسنا مدى تعاطفه مع ما نعانيه من تطرف ديني وهجرة في العراق، ولقد استمعنا الى توجيهاته الأبويّة بهذا الخصوص."

 

ثم التقى غبطته سفير هنغاريا في لبنان لازلو فارادي الذي سلمه رسالة من رئيس مجلس الوزراء الهنغاري فيكتور اورباني أشار فيها الى ان حكومة بلاده قد أنشأت وحدة على مستوى امانة سر الدولة مهمتها متابعة وضع المسيحيين في الشرق الأوسط نظرا لما يعانوه من اضطهاد ومن محاولات لإجبارهم على ترك ارضهم الأم كما يحصل في سوريا والعراق."

 

وأضاف:"  انها وحدة متخصصة جدا. يهمها الدخول في علاقة مباشرة مع الكنائس في المنطقة ولا سيما مع الكنيسة المارونية التي لها تاثيرها القوي والواسع في المنطقة. لهذا وجه رئيس الوزراء رسالة شخصية لصاحب الغبطة البطريرك الراعي الذي سبق والتقاه في روما في شهر آب الماضي، يعرض له فيها اهداف انشاء هذه الوحدة وكيفية تفعيلها، لتقدم كل الدعم للجماعة المسيحية على كافة الأصعدة. وبهذا نكون قد تقدمنا خطوة باتجاه هذه الجماعة التي تلعب دورا مهما في المنطقة يتجلى من خلال صمودها وبقائها في ارضها على الرغم من الصعوبات التي تواجهها. ونحن في هذا الإطار  نؤكد تماما على ما ينادي به غبطة البطريرك الراعي بأنه على المسيحيين ان يبقوا متجذرين في ارضهم الأم. ونحن كأوروبيين علينا ان نقدم لهم الدعم اللازم لكي يتمكنوا من البقاء في المنطقة ومتابعة الدور الذي لعبوه منذ نحو 2000عام لنشر قيمهم التي اغنت المنطقة كثيرا."

 

وختم فارادي:" لقد هنأت صاحب الغبطة بالإتفاق الذي تم حول ضرورة اتمام عملية انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. وانا اثمن عاليا الدور الرئيسي الذي قام به غبطته في هذا الشان، فهو بشخصه يمثل ضمانة لإستقرار لبنان."

 

ثم استقبل غبطته وفدا من مخاتير قضاء جبيل، برئاسة رئيس رابطة مخاتير جبيل ميشال جبران في زيارة لإلتماس البركة. وكانت مناسبة طلب فيها اعضاء الوفد من غبطته المساعدة على "تفعيل عمل مجلس الرابطة ودوره وخصوصا ان هناك مستحقات مالية  يجب صرفها للمخاتير وهي من حقهم لأنهم يقومون بواجباتهم على اكمل وجه."

 

واعتبر جبران ان "مطالب المخاتير هي مطالب مقدسة لأن المختار يؤدي رسالته بشكل شبه مجاني،" متمنيا "بزوغ فجر جديد على لبنان يحمل معه الفرج والطمأنينة والإستقرار لشعبه."

 

وفي السياق نفسه، القى المختار احمد برو قصيدة نوه فيها "بالجهود التي يبذلها البطريرك الراعي في سبيل ابناء الوطن دون تفرقة،" واصفا اياه "بالأرز الشامخ وبرجل الدين والعلم والثقافة والعمل."

 

 كذلك القى مختار نهر ابراهيم قصيدة شدد فيها على "محبة ابناء قضاء جبيل لراعيهم الأمين الذي رافقهم لنحو 23 عاما يوم كان مطرانا على ابرشية جبيل ولا يزال معهم اليوم وهو على سدة البطريركية المارونية تماما كما عرفوه ابا غيورا محبا كريم النفس."

 

ومن زوار الصرح وفد من عائلات بلدة جديدة الفاكهة – بعلبك، برئاسة راعي ابرشية بعلبك للروم الكاثوليك المطران الياس رحال يرافقه الأب يوسف نصر. بعد اللقاء اكد رحال ان " الوفد التمس بركة صاحب الغبطة، واكد له على التزام وتمسك ابناء البلدة والجوار بصيغة العيش المشترك. وانطلاقا من ايماننا بأننا اخوة على هذه الأرض الطيبة عرضنا  لغبطته موضوع الدعوة التي تقدمنا بها الى مجلس شورى الدولة على اثر الإنتخابات البلدية الأخيرة والحكم الذي صدر والقاضي بإبطال النتائج واعادة اجراء الإنتخابات في البلدة.  ولكن القرار لم ينفذ حتى الساعة. فجئنا نلتمس بركة غبطته ونسأله المساعدة على تطبيق هذا القرار العادل. ونحن ندرك تماما ان غبطته مع الحق وهوينادي دائما بوحدة العيش. ونحن مع اعطاء كل انسان حقه، وفق العدالة، لكي نعيش بكرامة مع بعضنا البعض."

 

بعدها التقى غبطته سفير اوكرانيا في لبنان ايغور اوستاش في زيارة بروتوكولية يرافقه المستشار الأول في السفارة  فيتالي بوروفكو.  واشار اوستاش بعد الزيارة الى ان "رئيس المجمع الكاثوليكي اللاتيني في اوكرانيا  ميتشيسلاف موكشيتسكي وجه دعوة لغبطة البطريرك الراعي لزيارة اوكرانيا، وهذا من شأنه تقوية العلاقات الكنسية بين بلدينا. فالكنيسة المارونية باتت معروفة جدا في اوكرانيا، والقديس شربل له مكانة خاصة في قلب المؤمنين في بلادنا، حيث صدر مؤخرا كتاب يروي سيرة حياته تمت ترجمته الى اللغة الأوكرانية نظرا لتأثر الأوكرانيين بحياة هذا القديس العظيم من لبنان الذي عرف كيف يسمع كلمة الله ويعمل بها. ولا بد من الإشارة الى رحلات الحج الديني التي يقوم بها الأوكرانيون دائما الى لبنان لزيارة الأماكن المقدسة ومنها دير القديس شربل."

 

وتابع اوستاش:" تربطنا بلبنان علاقة قوية سيما ان هناك العديد من الطلاب الذين يتابعون دراستهم في اوكرانيا وقد بلغ عددهم منذ 5 سنوات نحو 7 آلاف طالب، ونحن نعمل على الحفاظ على هذه العلاقة. لقد عرضت لغبطته باختصار ما تعاني منه اوكرانيا نتيجة الحرب على ارضها فلقد خسرت في خلال السنتين الماضيتين  نحو 10 آلاف قتيل واكثر من 22 الف جريح اضف الى ذلك الوضع الإقتصادي المتدهور. انها معاناة قوية يتحملها الأوكرانيون ولا بد من ايجاد حل سلمي لإنهاء هذه الحرب البشعة."

 

وأعرب اوستاش عن سروره لتحسن الوضع السياسي في لبنان لاسيما بعد الإتفاق على إتمام عملية انتخاب رئيس للبلاد مطلع الأسبوع المقبل."

 

وقدم اوستاش لغبطته كتابا بتوقيعه يعرض فيه لتاريخ اوكرانيا ومدنها وقراها.