متفرّقات
23 تشرين الثاني 2022, 08:20

ندوة في جامعة العائلة المقدسة - البترون ركّزت على دور التربية في تعزيز المسؤولية المجتمعية

الوكالة الوطنيّة للإعلام
نظّمت كلية التربية في جامعة العائلة المقدسة البترون، عشية عيد الاستقلال التاسع والسبعين، ندوة بعنوان: "التربية الملائمة ثقافيا ودورها في تعزيز المسؤولية المجتمعية: انفجار مرفأ بيروت نموذجا"، بمشاركة نخبة من الخبراء في عالمي التربية والاجتماع، الأب الدكتور فادي الشدياق، الدكتورة وديعه خوري، عميدة كلية ادارة الاعمال الدكتورة جوزيان أبي خطار، عميدة كلية التربية الأخت الدكتور إيمانويل الحاج، بمشاركة السيدين المهندسين إيلي حصروتي وشربل العتل؛ أدارت حلقات الندوة الدكتورة أنيتا الحاج، وحضرها الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب يوسف نصر، الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات، الأخت ماري أنطوانيت سعاده، رئيسة جامعة العائلة المقدسة، الأخت الدكتور هيلدا شلالا، نواب رئاسة الجامعة وأعضاء مجالس إدارتها، ممثلو فاعليات مدنية وتربوية وإعلامية، إلى جانب طلاب كليتي التربية وإدارة الأعمال في الجامعة

وألقت كلمة الافتتاح الاخت نورا الخوري حنا باسم كلية التربية، قالت فيها: "عشية عيد الاستقلال، أرادت كلية التربية، أن تحضر مع شركائها، وأساتذتها وطلابها وأصدقائها، مسودة لوحة الجلاء المستقبلية: جلاء جيوش الفساد، والإهمال، والتبعية، والتجهيل، والألزهايمر الجماعي، عن لبنان. تحضر لهذا الجلاء عن طريق التربية. ففي عالم التربية، لا ترضى المعلمات والمعلمون، أن يقلبوا صفحة لم يتأكدوا من أن جميع تلامذتهم قد فهموها، واستخلصوا منها العبر، ليعبروا إلى فصل جديد من فصول الكتاب والحياة". 
وتابعت: "غدا سيسألنا أطفالنا، وأولهم الطفل الذي فينا، ماذا فعلتم من أجلنا؟ فهل نكون قد نسينا ونسينا، أم أننا قد حاولنا ونحاول أن نتعلم من ماضينا، ونستخلص القيم البناءة، ونبتكر الأدوات التربوية الملائمة لقراءة أحداث مجتمعاتنا وتحويلها إلى "مسيرة مصارحة ومصالحة" وتاريخ خلاص لوطننا-الرسالة، لبنان؟". 

المحور الأول
تحدث في المحور الأول الأب الشدياق، عن موضوع التربية الملائمة للثقافة وأهمية احترام الثقافة المحلية، وفهمها واعتبارها جزءا مكونا في الجهد التربوي. ثم عرض مفهوم التربية في عالم ما بعد الحداثة والقواعد السليمة لعمل تربوي يبغي المساهمة في تكوين مجتمع عادل. 
ثم كانت مداخلة، لنجل أحد ضحايا انفجار مرفأ بيروت غسان حصروتي المهندس إيلي، الذي شارك الحضور اختباره الشخصي ومبادرته التي انطلقت من التزام فردي لتصبح اليوم التزاما مؤسساتيا تربويا، أي "مبادرة 4 آب" من أجل الحقيقة والعدالة والحياة.  
أما الدكتورة الخوري، فقد تطرقت إلى موضوع المسؤولية في ادارة الشأن العام والدروس التي يمكن استخلاصها من "4 آب" لناحية المواطنة الفاعلة والمسؤولة. ثم دعت الى مبادرة وطنية بدءا بالمربين الذين يجب ان يعتبروا انفسهم السلطة الاولى حتى يسهموا باحداث التغيير المرتجى وصون الحقيقة وبناء الهوية الوطنية المشرذمة.

المحور الثاني
تحدثت في هذا المحور الدكتورة أبي خطار، عن الدور الذي لعبته جامعة العائلة المقدسة تجاه طلابها ومحيطها في ظل الأزمات المتتالية التي تعرض لها القطاع التربوي في لبنان، مما جعل منها نموذجا للجامعة الفاعلة والمسؤولة اجتماعيا.  
وحددت الأخت الحاج في مداخلتها المفهوم الصحيح "للقدرة على التخطي" في عالم التربية، وكشفت عن مشروع الكلية إعداد وتطوير "حقيبة تربوية خاصة" من خلال ابتكار مجموعة أدوات تعلمية توضع في خدمة العاملين في هذا المجال. 
ثم عرض المهندس العتل، مشروعه المعماري، النصب التذكاري، الحائز على المرتبة الأولى في YVAC 2021 : Monument Category، Freedom's Anchor - The Beirut Blast Memorial ، وشرح أهمية تنفيذ هذا المشروع على الصعيد الوطني- الإجتماعي إذ إنه يشكل حافزا أساسيا في مسيرة "تنقية الذاكرة" وإعادة إعمار النسيج الإجتماعي في لبنان. 
في الختام، كانت كلمة لنصر الذي تمنى النجاح لأعمال الندوة التي ستستكمل بمشاريع وأبحاث داخل كلية التربية. كما دعا من وحي هذا اللقاء إلى "خلق أطر تعاون بين المدارس الكاثوليكية والجامعات الكاثوليكية في لبنان، وتوحيد الجهود في سبيل خير التربية والإنسان في لبنان".