لبنان
23 تشرين الثاني 2017, 14:45

ندوة في المركز الكاثوليكيّ للإعلام في اليوم العالميّ للفقير

بمناسبة اليوم العالميّ للفقير الّذي أطلقه البابا فرنسيس، عقدت ندوة بعنوان "شهادة حياة"، في المركز الكاثوليكي للإعلام بدعوة من اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام.

وشارك في النّدوة مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبده أبو كسم، ورئيسة جمعيّة مار منصور دي بول- لبنان إيللا سلهب البيطار، ونائب رئيس الجمعيّة كريستيان دبانه، ورئيس جمعيّة مرتا ومريم الأب عبده أبو خليل وحضرها عدد من الإعلاميّين.

وكانت كلمة لرئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران بولس مطر تلاها الأب أبو كسم، وجاء فيها: "ممّا لا شكّ فيه أنّ الفقر هو درب القداسة، بعد شهر من اليوم نعيّد عيد ميلاد سيّدنا يسوع المسيح، الّذي ولد في مغارة ليعلّمنا أنّ الفقر باب يؤدّي إلى اللّقاء مع الله المتجسّد في صورة الأبن".

وأضاف: "نحن اليوم نعيش في عالم تحكمه المادة، والمال والغنى، فلا قيمة عندنا للفقراء والمهمّشين الّذين وضعهم الله في طريقنا لندخل من خلالهم في اتّحاد معه "كلّ ما فعلتموه لأخوتي هؤلاء الصّغار فلي فعلتموه".

وقال: "الحاجة كبيرة اليوم، ومستوى الفقر في ارتفاع، وأصبح المجتمع مادّيًّا بمعنى القيمة هي للغنيّ، للأسف هذا واقع الحال والكنيسة، ومؤسّساتها تخوض حربًا شرسة في مكافحة الفقر ومساعدة المعوزين، لكنّ الحاجة كبيرة جدًّا، والدّولة تقف عاجزة، والفقراء والمهمّشون يعانون من غلاء المعيشة وارتفاع كلفة الأقساط المدرسيّة والجامعيّة ومن كلفة الدّواء والاستشفاء، ومن المشاكل الاجتماعيّة الّتي تنجم عن حالة الفقر، من تفكّك أسريّ، وتعاطي مخدّرات وممارسة الدّعارة وسواها من الآفات المجتمعيّة".

وتابع: "لقد اخترنا اليوم جمعيتين من الجمعيات المنضوية تحت غطاء الكنيسة: جمعيّة مار منصور وجمعيّة مرتا ومريم ليقدّما شهادة حياة عن عملهما في خدمة المجتمع والفقراء".

وختم أبو كسم مطالبًا الدّولة ووزراة الشّؤون الاجتماعيّة والمعنيّين بمكافحة الفساد الذي دعا إليه رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، بدءًا بالجمعيّات الوهميّة الّتي تتقاضى مساعدة لأعمال وهميّة، وبدعم المؤسّسات الّتي تعمل على الأرض خدمة للمجتمع والانسان والكنيسة، كما حيّا "كل الفقراء ونحن منهم لأنّنا كلّنا فقراء إلى نعمة الرّبّ ورحمته".

ثمّ تحدّثت دبانة فقالت: "علينا احترام الفقير، فهو كلّ واحد منّا عندما يتجرّد من كلّ شيء أرضيّ، ويسوع يريد أن نتجرّد من كلّ ما هو أرضيّ لنعود لحقيقتنا الإنسانيّة الّتي هي جسد المسيح".

وتابعت: "البابا فرنسيس قال "الفقير ليس مشكلة بل نعمة"، علينا أن نعيش وننجبل مع الفقير لنعيش حقيقتنا الإنسانيّة، فإلى أين نذهب إذا ضيّعنا أساسنا، لذلك البشرية تذهب إلى الهلاك".

وأضافت: "نحن جمعيّة مار منصور إنسانيّتنا وقداستنا تأتي من الفقير، فهو منبع الإنجيل والمحبّة والّتي نراها في علاقتنا معه، وأعضاء جمعيّتنا يعملون كثيرًا على ذاتهم للتقّرب من الله، فالفقير يعلّمنا القداسة والتّواضع والمحبّة، وقد دخلت جمعيّتنا في هذا المنهج وعرفت قيمة عملها ومهما عملت يبقى قليلًا".

وختمت بالقول: "أنصحكم بالتّفتيش عن الفقير للوصول إلى ملكوت الله".

بدورها، أشارت البيطار إلى أنّه جاء في رسالة البابا "لا تكون محبتكم بالكلام واللّسان بلّ بالعمل والحقّ"، وقالت: "مؤسّس جمعيّتنا الطّوباويّ فريدريك اوزانام طالب بالمحبّة والعدل للفقير، وهذا ما نعمل عليه. نحن لا نقوم بعمل اجتماعيّ بل بعمل رسوليّ، هذه رسالتنا اليوميّة، العيش مع الفقير ومحبّته والإحساس بوجعه".

وأضافت: "رسالتنا هي حبّ الفقير، أن نتعلّم منه محبّة يسوع المسيح، فجمعيّة مار منصور تقوم بتأمين الدّواء للمريض والاستشفاء، ولدينا مطاعم للمحبّة في مناطق مختلفة، ولدينا مشكلة كبيرة مع المدارس هذه السّنة، فمن غير المسموح ترك الأطفال من دون علم. لدينا مدرسة تضم 550 طفلًا، ويشير الإحصاء إلى أنّ 80 بالمئة منهم ليس بإمكان أهلهم دفع الأقساط المدرسيّة وهذا حقّ لهم وواجبنا الوقوف إلى جانبهم".

واختتمت النّدوة بكلمة الأب أبو خليل عن جمعيّة مرتا ومريم فقال: "جمعيّة مرتا ومريم علمانيّة، بدأت عام 1999 مع المطران غي بولس نجيم وببركة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير".

وتابع: "الكنيسة رأت النّساء المتروكات، مكتومات القيد، الخارجات من السّجن. كل هذه الحالات الاجتماعيّة الصّعبة معنويًّا ومادّيًا في حالة يرثى لها. انطلقنا بأوّل مركز سنة 2000 في بيت الشّياح -عين الرّمانة، ولدينا الآن مركز كبير في منطقة عجلتون تحت رعاية نيابة صربا البطريركيّة".

وأضاف: "نعمل كعلمانيّين، نستقبل ليلًا نهارًا من كلّ الأديان، من كلّ الطّبقات من غير اللّبنانيين أيضًا، كلّ امرأة متروكة بسبب عنف جسديّ، جنسيّ، الباب مفتوح للجميع، المرأة تبقى لدينا مدّة سنتين، لتستطيع استعادة ثقتها بنفسها وتكتسب مقوّمات ثقافيّة وصحيّة وقانونيّة وبناء مستقبلها من جديد".

وقال: "نستقبل حالات وجنسيّات عدّة، وهذه نعمة وفرصة لنهتمّ بجسد المسيح كما قال قداسة البابا في رسالته عبر "عيش المحبة التي تصير شركة".

وختم: "دعوتنا هي اتباع يسوع الفقير بكلّ ما للكلمة من معنى، لدينا سنويًّا 40 أو 50 امرأة متروكة، والأولاد لديهم برنامج خاصّ، نستعين براهبات مار منصور وبعض المؤسّسات لتأمين العيش لهم بكرامة والتّخفيف عنهم. المجتمع المدنيّ يدعمنا، ولدينا فريق عمل من موظّفين ومتخصّصين، والكثير من الأيادي الخفيّة الّتي تساعد من متطوّعين وأطبّاء والّذين يقدّمون الدّعم المعنوي والماديّ".