ندوة عن المناعة وسلامة الغذاء في الحركة الثقافية أنطلياس
أدارت الندوة وقدّمتها الأمينة العامة الدكتورة نايلة أبي نادر التي أشارت إلى "أهمية الصحة في بناء سعادة الإنسان، المخاطر المحدقة بجهاز المناعة التي تهاجم الإنسان في صحنه اليومي، كما في كوب الماء، وفي التربة والهواء. إذ بات إنسان القرن الواحد والعشرين يعيش في واقع مفتوح على احتمالات التعثّر والسقوط في أي لحظة إن لم يكن مجهزًا بالوعي، ومدججًا بسلاح المناعة الطبيعية".
أضافت: "في وسط هذا الوضع المأزوم، علينا، كل من موقعه، أن نعمل على حماية أنفسنا، وكل من هم على مسؤوليتنا، لتفادي الدخول إلى المستشفى، والوقوع في أيدي تجار الدواء، والحاجة إلى العمليات الجراحية".
مخلوف
ثم بدأ المهندس الزراعي الأختصاصي في علوم النبات والتربة الدكتور حسان مخلوف ، بالحديث عن "الأثر السلبي للأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية على صحة الإنسان بعامة، وعلى جهاز المناعة بخاصة"، وفسر للحاضرين بلغة عفوية وأسلوب سهل مخاطر استخدام الأسمدة الكيميائية، وأدوية مكافحة الحشرات والفطريات، كما السماد الطبيعي على التربة والنباتات في آن معًا. سلّط الضوء على عدم احترام القسم الأكبر من المزارعين في لبنان لضوابط تحد من مخاطر الاستخدام العشوائي للنيترات وأدوية الرش التي تسمم التربة وتهلك البكتيريا الجيدة التي تقوم بدور إغناء النبات وتزويده بالمازوت الذي يحتاج إليه للنمو".
وأشار إلى "تزايد عدد المصابين بالسرطان بسبب احتواء الخضار والحبوب والفاكهة على نسب تفوق بكثير ما هو مسموح به عالميًّا، وما يمكن لجسم الإنسان تحمّله، والتمكّن من التخلّص من رواسبه".
وعرض في القسم الثاني من المحاضرة "أحدث ما توصّل إليه، مع فريقه البحثي في الجامعة اللبنانية، من حلول طبيعية، تعمل على معالجة التربة من خلال تقوية مناعة جذور النبات عن طريق تطوير مركب بكتيري يحفّز تكاثر البكتيريا الجيدة التي تسهم في ضخ كمية الآزوت الكافية، وذلك من أجل تأمين النمو الضروري، والاكثار من محصول الثمار". وركّز على "عدم حراثة الأرض، وعلى كيفية تعزيز البيئة الحاضنة للبكتيريا الصديقة لصحة التربة والنبات معًا".
وانتقد "الكثير من الممارسات التي يقوم بها عادة المزارعون من دون أن يدركوا تداعياتها السلبية". وشدّد على ضرورة التحوّل إلى " الزراعة المتجددة في لبنان، وهي زراعة حديثة، لم تنتشر كفاية بعد حتى في أوروبا".
ضاهر
وتحدّثت ، أستاذة الكيمياء الحيوية وبيولوجيا الخلية في كلية الصحة في الجامعة اللبنانية الدكتورة زينة ضاهر عن قواعد سلامة الغذاء، وأسس النظافة وحماية الأطعمة داخل المنزل، وفق ما تصدره منظمة الصحة العالمية من إرشادات.
فسّرت ضاهر بوضوح في العرض الالكتروني الذي قدّمته مفهوم "سلامة الغذاء"، والفرق بينه وبين مفهوم "الأمن الغذائي"، مشددة على الشروط التي يجب توافرها. كما توقفت عند نسبة التلوث العالية في حليب البقر من خلال دراسة علمية أسهمت بها مع فريق بحثي علمي. وأشارت إلى المضار الخطيرة التي تسببها كمية المضادات الحيوية المرتفعة الموجودة في الحليب، وأثرها في ضرب مناعة الإنسان، ومقاومته للمضادات الحيوية التي يمكن أن يضطر إلى تناولها لاحقا". وذكرت أن هناك نسباً عالية من الحليب الذي يُباع في لبنان غير مطابقة للمواصفات الصحية. تحدثت أيضا عن كيفية حفظ اللحوم والأسماك والخضر والفاكهة في المنزل، وعن ضرورة التبريد لمنع تكاثر البكتيريا.
عيراني
أما الدكتور رالف عيراني فقد أراد أن يسلّط الضوء على ما ينفع جهاز المناعة وما يضرّه بشكل واضح وعملي وبسيط. بدأ بإبراز دور جهاز المناعة في خلق خلايا جديدة، وفي تأخير العجز، وظهور التجاعيد.
وأشار إلى أنّ "جهاز المناعة يشيخ بسبب عوامل عدّة الأمر الذي يفقده القدرة الدفاعية، فيتحوّل إلى عدو يهاجم الإنسان. إنه بمثابة جيش مؤلف من فرق عديدة. أشار إلى مخاطر الالتهابات التي يتعرّض لها الجسم، وهي تضعف المناعة وتجعل الجسد عرضة للأمراض.
وعدّد الأسباب التي تضعف المناعة "بدءًا من الضغط العصبي الذي نعيشه في مجتمعنا"، وتوقف عند ذكر تداعياته السلبية المدمّرة للصحة. ثم أشار إلى أهمية الكولسترول والدور الذي يلعبه في تدعيم المناعة وحفظ صحة الإنسان. كما لفت إلى دور البروبيوتيك في محاربة الالتهابات ورفع المناعة، معددا أبرز ما يجب تناوله، مثل الرمان، وبذوره، وعصيره، ثم ورق الزيتون، والزبيب.
وتوقف عند مشكلة ارتشاح الإمعاء وأثرها السلبي على جهاز المناعة، مشددا على "ضرورة معالجة هذه الحالة من خلال مصل اللبن والثوم المهروس مع زيت الزيتون والبقدونس". كما ركّز على "الدور الإيجابي للقرنبيط والبروكولي والفجل والكايل وعصير الملفوف في دعم المناعة، كذلك الفيتامين E ، والبندورة المشوية، والرياضة الخفيفة".
وتحدّث عن منافع حساء الدجاج والمقادم، معتبرًا أنّ "أكثر ما يؤذي المناعة ويدمّر قواها هو السكر بكل مشتقاته، إنه يطرد الزنك والفيتامينات إلى خارج الجسم. كذلك لزيت القلي أثار سلبية، فنصح باستخدام زيت الزيتون، وزيت الأفوكا، وزيت السمسم، وزيت جوز الهند. ونبّه إلى مخاطر الشواء الذي ينتج موادًا مسرطنة".
ثم فتح باب النقاش، وطرح الأسئلة التي أحيت أجواء التواصل، وأسهمت في المزيد من إيضاح النقاط العالقة.