أستراليا
23 تموز 2017, 08:28

ندوة حوار الاديان تدعو الى التسامح الديني في أوستراليا

وجّهت قيادات وشخصيات دينية وسياسية لبنانية وعربية واوسترالية نداء"للألتزام بالتسامح الديني والتفاهم بين المواطنين الأوستراليين، ونبذ التعصب والتمييز"، معتبرةً "أنّ طبيعة أوستراليا كمجتمع حر قائم على المبادئ والقيم المشتركة يجب ألا تتغير".

جاء ذلك خلال ندوة "حوار الأديان" الحادية عشر التي نظّمتها مجموعة "الحوار بين الثقافات والحضارات" في كانتربري وبانكستاون في سيدني، شارك فيها مفتي عام أوستراليا الدكتور إبراهيم أبو محمد، رئيس الكنيسة الأنغلكانية غراهام واتكنز، رئيسة المجلس البوذي جويس توب، وزير الظل الفيدرالي للتعددية الحضارية النائب طوني بورك، رئيس دير مار شربل في سيدني الأب الدكتور لويس الفرخ، امام مسجد الرحمن الشيخ يوسف نبها، رئيس مجلس الأئمة الفيدرالي الأوسترالي الشيخ شادي السليمان، وزير الظل للتعليم في ولاية نيوساوث ويلز النائب جهاد ديب.

كما شارك رؤساء مراكز وجمعيات وشخصيات دينية وبرلمانية وسياسية واجتماعية تمثل الجاليات المتعددة الثقافات والحضارات في أوستراليا.

وشدّد المتحدثون في الندوة على "الدور الذي يمكن أن يؤدّيه رجال الدين والسياسيون وقيادات المجتمع في تعزيز الوحدة والحوار"، وركّزوا على "أهميّة مواجهة ظاهرة الأسلوموفوبيا وغيرها من ظواهر التعصب والتطرف كافة، والعمل من أجل نقل الحقائق وإزالة المفاهيم الخاطئة عن المعتقدات الدينية، وتعزيز فرص التعاون بين الثقافات المختلفة، ومدّ الجسور، واحترام الهويات الثقافية الحضارية المتنوعة".

وأكّد الدكتور أبو محمد في كلمته "ضرورة مواجهة تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا"، وقال:"انّ الخوف كل الخوف من أن تتحول الكراهية والعنصرية من ظاهرة إلى أيديولوجية، فتقع الإنسانية كلّها في براثن نوعين من الجنون، جنون الإرهاب من ناحية، وجنون الكراهية والعنصرية من ناحية أخرى".

وشدّد على"أنّ القيم الحضارية والدينية هي مدخل وسبيل لتحقيق مزيد من التفاهم بين مكونات المجتمع لتظل أوستراليا رائدة في التناغم الحضاري والانسجام المجتمعي، وأنّنا معاً سنتجاوز كل دعوات التعصب والعنصرية والكراهية وبوحدتنا يمكننا أيضاً أن نبني مستقبلاً مشرقاً لأجيالنا المقبلة، وأن نجعل من أوستراليا وطناً رائداً في صناعة المحبة والسلام".

وأكّد النائب طوني بورك"انّ اوستراليا تتميز بمبادىء التصالح والتسامح مع قضايا العرق والدين، واحترام حرية التعبير والمعتقد التي تعتبر من أهمّ ميزات المجتمع الاسترالي المتعدد الثقافات".

ورأى رئيس دير مار شربل الأب الفرخ"أنّ المهاجرين اللّبنانيين في اوستراليا هم النموذج الأمثل للقاء الأديان والحضارات والتعايش والوئام فيما بينهم، وعلينا جميعاً البناء على القيم المشتركة العديدة التي نجتمع حولها في مجتمع تعدّدي متسامح قائم على السلام والوئام".

وشدّد الشيخ يوسف نبها على"أنّ الايمان بالحوار والسلام ونبذ العنصرية والتعصب لا يحتاج إلى تبرير، فتبريره الوحيد ضرورته والحاجة الماسة إليه، فضلاً عن أنَّ فقدانه لا يبني مجتمعاً ولا يطوّر إنساناً".

واعتبر رئيس المجموعة خضر صالح"أنّ التسامح فضيلة وقيمة عليا تساعد على نشر ثقافة السلام ونبذ الكراهية والعنف في المجتمع الأوسترالي، التي تشكّل الحضارات والثقافات والأديان أهمّ جوانبه".

اشارةً الى أنّ واحدة من أهمّ الدراسات التي أُجريت أخيراً حول العنصريّة والتّعصّب في أوستراليا وجدت أنّ واحداً من خمسة أوستراليين اختبروا التمييز العنصري خلال العام الماضي، وأشارت الدراسة الذي أجراها البروفسور كيفين دان من جامعة غرب سيدني الى"أنّ نسبة ستين في المئة من المسلمين الأوستراليين، غالبيتهم من النساء المحجبات، يواجهون تمييزاً عنصريّاً، كما أكّدت الدراسة إنّ الإرتفاع المتزايد في نسبة التمييز العنصري خلال السنوات العشر الأخيرة أصبح مشكلة ملحّة يجب العمل من أجل إيجاد حلّ لها.