متفرّقات
04 آب 2020, 12:05

ندوة تواصلية لمركز التراث في اللبنانية الأميركية بعنوان بيوتهم متاحف

الوكالة الوطنيّة للإعلام
عالجت الندوة التواصلية الثامنة عن بعد لــ"مركز التراث اللبناني" في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU، موضوع "بيوتهم متاحف ذاكرة لتراث لبنان"، أعدها وأدارها مدير "المركز" هنري زغيب.

إفتتح الندوة هنري زغيب منوها بأنها باكورة "سلسلة جديدة عن بيوت كوكبة من مبدعينا، باتت متاحف أو هي على طريق أن تتحول متاحف، ببادرة من أهل أو مهتمين". وقال: "من هذه البيوت ما انهدم فزال وزال معه تراثه، ومنها ما انهدم لكن ذويه أنقذوا تراثه واحتفظوا به، ومنها ما لم ينهدم وعمل ذووه أو يعملون على تحويله متحفا يحفظ ذاكرة التراث الذي تركه صاحب البيت".
واستشهد زغيب بمقالة من فيكتور هوغو سنة 1832 جاء فيها: "لكل بيت خالد وجهتان: استعماله وحضوره. وإذا الاستعمال يعني أصحابه وحدهم، فحضوره يعني رواده جميعا".
وختم: "إن إهمال البيت الخالد أو هدمه، تدمير ذاكرته، وتاليا ذاكرة الوطن المشعة بهذه المعالم الثقافية والتراثية".

جعجع
وذكر مدير متحف جبران في بشري جوزف جعجع أن "رئيس لجنة جبران جوزف فنيانوس عمل على ترميم أجزاء من المتحف لتوسيعه لإمكان قدرة استيعابه أعمالا جديدة في ثلاث غرف جديدة".
في التصميم الجديد عرض لوحات جبران تجانبا وفق تسلسلها التاريخي: قبل باريس، مرحلة باريس، وما بعد باريس (بوسطن ثم نيويورك). وقال إن مجموعة أعمال جبران في المتحف تبلغ 440 لوحة، والمعروض منها 150 لوحة.
وفي الحديث عن تاريخ المتحف، أشار جعجع إلى أن "جبران قبل وفاته (10 نيسان 1931) رغب في وصيته أن ترسل ماري هاسكل بعض موجودات محترفه إلى بلدته بشري، ونفذت هاسكل رغبته. وحين شقيقته مريانا رافقت جثمانه إلى بشري في آب 1931، اشترت دير مار سركيس الذي ذكره جبران مرارا في رسائله إلى ميخائيل نعيمة وفليكس فارس وسواهما. وحين تأسست لجنة جبران الأولى (1932) عملت على نقل جثمانه ولوحاته وأغراضه الشخصية إلى الدير فبات متحفه محجا لقادري أدبه وفنه من لبنان والعالم".

أيوب
أما مديرة متحف المتروبوليت أنطونيوس بشير في دوما زينالي أيوب ففصلت عملها طيلة سنوات "منذ بادرة رئيس بلدية دوما السابق رجل الأعمال حنا أيوب الذي تعهد سنة 2010 ترميم البيت الذي كان شبه متهدم". ولفتت الى أنها لهذه الغاية سافرت سنة 2015 إلى أميركا وعادت منها حاملة أوراقه ومؤلفاته ومخطوطاته من "القرية الأنطاكية" (بنسيلفانيا) ومن مطرانية الروم الأرثوذكس (نيوجرزي)، وكان بشير (1898-1966) مطرانا على نيويورك وأميركا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) طيلة 30 سنة منذ 1936. وقالت إنها وجدت رسائل جبران إليه "في درجه الخاص داخل غرفته، جمعها الأب قسطنطين نصر" وأودعها أيوب التي حملتها إلى دوما واستكملت المتحف "حتى تم إنجازه وترميمه، بناء وموجودات، سنة 2016. وكان لوقف الكنيسة الأرثوذكسية فضل في المساعدة على تجهيز البيت متحفا".

وأشارت أيوب إلى أن "في المتحف حاليا مجموعة كاملة من رسائل جبران إلى صديقه (الأرشمندريت حينذاك) والطبعات الأولى من الترجمات العربية التي وضعها بشير لمؤلفات جبران الإنكليزية: "المجنون"، "السابق"، "النبي"، "رمل وزبد"، "يسوع ابن الإنسان"، "آلهة الأرض".

نصرالله
وأوضحت رئيسة جمعية "بيت طيور أيلول" في الكفير مهى نصرالله، من جهتها، أنه بيت والدتها إملي نصرالله، جاءته طفلة من بيت ولادتها (كوكبا 1931)، وعاشت فيه طفولتها وصباها مع جدتها لوالدتها ووالديها والأسرة (أبي راشد). وقالت: "إن "طيور أيلول" ليس فقط عنوان روايتها الأولى (1962 - جائزة سعيد عقل وجائزة أصدقاء الكتاب) بل هو البيت الذي كان يلتقي فيه الإخوة لدى عودتهم من مهجر غادروا باكرا إليه. من هنا أهميته بالنسبة لإملي التي بقيت تتردد إليه، وله في قلبها حنان وحنين ظهرا في كتابها الأخير "المكان" الصادر بعد وفاتها (2018) في منشورات "دار قنبز" توازيا مع تدشين "بيت طيور أيلول" لدى إنجازه متحفا سنة 2018".

وفصلت أقسام البيت "المبني منذ 200 سنة، وما زال سقفه من الأخشاب والأوصال والجذوع الأصلية القديمة، وفيه كواوير القمح واليوك القديم الذي كانت توضع فيه الفرش صباحا وتفرش عند المساء على الأرض. وفيه أيضا غرفة خاصة لباحثين يرغبون في زيارة البيت بضعة أيام لكتابة بحث أو دراسة عن أدب إملي".

جولات افتراضية
يذكر أن عند نهاية كل فقرة من الثلاث خلال الندوة تم عرض فيلم قصير خاص عن كل متحف، ظهرت فيه أقسامه وأبرز موجوداته.
وفي ختام الندوة، أعلن زغيب عن الندوة المقبلة في 17 آب الجاري، مخصصة أيضا لثلاثة متاحف أخرى في ثلاثة بيوت: ميخائيل نعيمة، مارون عبود والياس أبو شبكة.