العراق
10 كانون الأول 2019, 06:55

نداء إغاثة من البطريرك ساكو: مستقبل مسيحيّي العراق يمرّ بسهل نينوى

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو، يوم السّبت، نداءً لإغاثة مسيحيّي سهل نينوى- العراق، نشر نصّه إعلام البطريركيّة الرّسميّ، وجاء فيه:

"في عشية عيدين بارزين لمنطقة سهل نينوى، عيد القديسة بربارة وعيد مار بهنام، أودّ أن أتقدّم بالشكر إلى كافة المؤسسات الاجتماعية والمنظمات المعنية بمساعدة الكنائس، وكذلك الجهات غير الحكومية، تلك التي سبق وأن تحرّكت بكل نشاط كي تتيح العودة للمسيحيين في هذه المنطقة الّتي هي مهدهم التاريخي.

سواء كنّا منحدرين من الجبال من شمال العراق، أو من سكان بغداد أو حتّى البصرة، فإنّ كل واحد منّا، كمسيحيّ عراقيّ، له قطعة من وجدانه في سهل نينوى. وكم يؤلمني وأنا أعود لأفكّر في رحلة الخروج تلك الّتي اضطرّوا إليها بتأثير من هجمات "جهاديّ" داعش، وما أعقبها من أعمال النهب والتدمير. وكانت تعزيتنا في أوقات المحنة هذه أن نجد إلى جانبنا المساندة الوفيّة من عدّة جهات في العالم.

واليوم، وبعد سنتين من تحرّرها من داعش، فإنّ منطقة سهل نينوى لم تزل بحاجة إلى مساعدة إخوتنا وأخواتنا الّذين يُصلّون ويمدّون لنا يد العون. لذلك أودّ أن أطلق هذا النداء إلى كافّة المنظمات غير الحكومية، إلى المؤسسات الاجتماعية وإلى الكنائس كما إلى الحكومات:

نحن بحاجة الى نجدتكم ليتمكّن كل الراغبين من أهالي سهل نينوى، أن يواصلوا البقاء في بيوتهم، وأن يعود إليها الّذين نزحوا خارج المنطقة.ونرجو أن تعلموا، بأنّهدحر داعش من هناك، لا يعني أنه لم تعد ثمّة حاجة للمساعدة.

أجل إنّ الحاجة الملحّة لشبابنا كي يبنوا مستقبلهم هي بأن يتمكّنوا من العمل في بلداتهم بسهل نينوى. كذلك الحاجة الماسة لبقاء العائلات هي بأن يتمّ إعادة كل شبكة الخدمات الصحية بأكملها من العيادة الصغيرة إلى المستشفى. المسألة الضرورية لكل شخص راغب في البقاء أو العودة إلى أرضه، هي بأن يتوفّر له من يدعمه ويرافقه. إنّي أحثّ بقوّة كل الجهات الفاعلة على العمل بنحو خاصّ لإعادة الحياة الى سهل نينوى، إلى الزراعة وتربية المواشي والتجارة والتعاون مع أساقفة الموصل وسهل نينوى والمجاميع العاملة بمعيتهم، خصوصًا وأنّ الكلدان عندهم اليوم مطران للموصل وعقره في بلدة كرمليس.

وإذ أنّنا اليوم في مطلع زمن المجيء، أودّ أن أنادي جميع مسيحيّي العالم للصّلاة من أجل العراق وخصوصًا أهالي سهل نينوى:

يا سيدنا يسوع المسيح هب لكل الراغبين في ذلك، الطّاقة لأن يعودوا، ومن ثم أن يعيدوا بناء الذات والعيش بهناء في سهل نينوى. إنّ مستقبل مسيحيّي العراق يمرّ بسهل نينوى. لذا اأناشد أيضًا أبناء سهل نينوى الميسورين في بلاد الشّتات أن يستثمروا في مناطقهم ويساعدوا إخوتهم على البقاء والتّواصل".