دينيّة
18 كانون الثاني 2022, 08:00

نحو وحدة الكنيسة!

ريتا كرم
"رأينا نجمه في المشرق، فجئنا لنسجد له" (مت 2: 2)، تحت هذا العنوان ينطلق اليوم أسبوع الصّلاة من أجل وحدة الكنائس، في تاريخ ثابت يجتمع خلاله المسيحيّون من مختلف الطّوائف بحسب قلب أبناء الله، في لقاءات صلوات يرفعونها بصوت واحد إلى آذان الله لغاية الخامس والعشرين من الجاري.

اليوم، وفيما يجتمع المسيحيّون ببركة رؤساء الطّوائف، يجدّد يسوع صرخته إلى الله "ليكونوا واحدًا كما أنا وإيّاك أيّها الآب واحد".

اليوم، وبينما تخفق القلوب فرحًا بهذا المشهد المتكرّر عامًا بعد عام، لنتذكّر أنّ الوحدة بين الكنائس لا تتوقّف عند أسبوع أو يوم أو زمن، بل هي مسيرة مستمرّة تتحرّك خلالها القلوب لتخطّي كلّ الخلافات التّاريخيّة والتّشرذمات الّتي أودت إلى الانقسام.

اليوم، لندخل في سرّ الله ونحرّره من كلّ ما كبّلته أفكار الإنسان منذ نشأة الكنيسة وحدّدته في كلمات وعقائد.

هيّا نسير على درب الوحدة بهدي الرّوح القدس الّذي كما يقول عنه يوحنّا البشير هو "يعلّمنا الحقيقة كلّها"، ويدلّنا على الطّريق الّذي ينبغي أن نسلكه "معًا"، فنلتقي بإخوتنا في الإيمان على تنوّع آرائهم وقوّتهم وضعفهم.

في هذا الأسبوع، لندخل في حوار حميم مع الرّبّ ونرجوه أن يلهم قادة الكنيسة ليسعوا إلى تذليل كلّ الخلافات بمحبّة الله والآخر، فيعلنون وحدة الكنيسة ويعكسون صورة الله الواحد.

لتتخطّ الصّلاة الخاصّة في أسبوع الوحدة تمتمات الشّفاه، وليعكس مضمونها الهدف الحقيقيّ منها، فنقولها معًا بإيمان عميق وبصوت واحد حقًّا: "أيّها الرّبّ يسوع، يا من في ليلة إقبالك على الموت من أجلنا، صلّيتَ لكي يكون تلاميذك بأجمعهم واحدًا، كما أنّ الآب فيكَ وأنتَ فيه. إجعلنا نشعر بعدم أمانتنا، ونتألّم لانقسامنا. أعطنا صدقًا فنعرف حقيقتنا، وشجاعة فنطرح عنّا ما يكمن فينا من لامبالاة وريبة، ومن عداء متبادل. وامنحنا يا ربّ أن نجتمع كلّنا فيكَ، فتُصعد قلوبنا وأفواهنا، بلا انقطاع صلاتكَ من أجل وحدة المسيحيّين، كما تريدها أنتَ وبالسّبل الّتي تريد. ولنجد فيكَ يا أيّها المحبّة الكاملة، الطّريق الّذي يقود إلى الوحدة، في الطّاعة لمحبّتكَ وحقّكَ، آمين."