مِن جَبلِ الجُلجُلَة الى جَبَلِ الصُعود.بقلم الأب سامر حداد
إذا، ارتبطت أهمية جبل الصعود الواقع في منطقة بيت عنيا بالاحداث التي جرت في سفرِ حزقيال النبي وهي أحداث مغادرة مجد الربّ (الحضور الإلهي) مِن الهيكل بسب أزمة وهي أزمة ابتعاد شعب إسرائيل عن شريعة الله التي أقرها لهم عَقِبَ تتمة خطايا أورشليم أي وصول خطاياهم إلى أوجها.
فغادر مجد الربّ الهيكل بعهد جديد وهو أنَّ الربّ سيجمع شعبه مِن بينِ الشعوب ويحشدِهم في الأرض التي يُريد لينتزعَ جميعَ أرجاسهم وقبائِحِهم ويُعطيهم قلباً آخر وروحاً جديدة، وينتزع مِن لحمِهم قلبَ الحجر ويعطيهِم قلباً مِن لحم ليسيروا على فرائضِ الربّ واحكامهِ ويعملونَ بها ليكونوا شعبه ويكون الههم.
انفرد الإنجيلي لوقا بسردِ حدثِ الصعود في آخر إنجيلهِ وبدايةِ سفر أعمال الرُسل واضعاً حدَثَ الصعود كانعكاسٍ لصورةِ مغادرةِ مجد الربّ مِنَ الهيكل على أثر وموازاة مع أزمة ومغادرة يسوع لهذهِ الارض على أثر أزمة رفضهِ ورفضِ رسالته وصلبه. والجميل أنَّ حدث مغادرة مجد الربّ سبَقَهُ وعدُ الله بالروحِ الجديدة والقلبِ الجديد ،كما وسَبَقَ صعود يسوع وعدهُ للرسل بالروحِ القُدس الذي نحتفلُ به بعد عيد الصعود.
لقد آمن رُسل الإنجيل بأنَّ يسوع هو مجد الربّ وسردوا أحداث حياتَه التي تُشير وتجسد الحقائق الإيمانية في كتاباتهم. صحيح أنَّ مجد الربّ يسوع المسيح غادرنا بالصورة التي عَهِدَها تلاميذه ومعاصريه ولكنّهُ حقيقة عَمَّقَ هذا الحضور بالروحِ القُدس روح الحق والعدل والسلام وبداية لكُلِّ شيء كما سنرى في تأمل عنصرة الروح.
وكما رجع التلاميذ مع مريم العذراء إلى ملازمة الهيكل بفرح سنُبارك الربّ (أي سنتحدث عن عجائبه) فينا حتى لقائهِ في الملكوت الذي أعده للذين يحبونه. ومع مريم العذراء التي انتقلت مِن اقدام صليب ابنها الحبيب إلى أقدام صعوده الحبيب لتبق عيوننا شاخصةً الى السماء حيث سبقنا إليها الحبيب في انتظار الروح الذي وعدنا به المصلوب. فعيد الصعود هو حدث عابر يُشير ويركز ويهيء لروح الله الذي سينفخ فينا سلاما ومحبة.