لبنان
07 تشرين الأول 2022, 09:30

ميناسيان مستقبلاً الشّيخ أبي المنى: أناشد أن لا نكلّ ولا نملّ طلبًا من أنفسنا ومن قادتنا بحقوق شعبنا

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدّروز الشّيخ الدّكتور سامي أبي المنى، في الأشرفيّة، برفقة وفد مشايخ ضمّ: عضو المجلس المذهبيّ محمّد غنّام والمستشارين للأحوال الشّخصيّة دانيال سعيد والإعلام عامر زين الدّين، بحضور رئيس أساقفة أبرشيّة حلب للأرمن الكاثوليك المطران بطرس مراياتيو والأبوين قره بت طاتيوسيان وآرام سعدو ومسؤول العلاقات العامّة والإعلام في البطريركيّة شربل بسطوري.

وألقى البطريرك ميناسيان كلمة ترحيبيّة بشيخ العقل، قال فيها: "الإيمان بالله الّذي خلق الكون والمخلوقات وجميع البشر سواسيةً برحمته غير المنتهية، فإنّ المؤمن مدعوّ للتّعبير عن هذه الأخوّة البشريّة، والحفاظ على الخليقة والكون بأسره، ودعم كلّ إنسان، وخاصّة الأشدّ احتياجًا. وهذا ما يجمعنا دائمًا أنّنا جميعًا إخوةً في الإنسانيّة، أبناءً لله الواحد الأُحد خالق السّماء والأرض. لقاؤنا اليوم يعبّر عن ولادة للأخوّة فيما بيننا والّتي بادرت بها في زيارتي لكم، طالبًا من الله عزّ وجلّ أن يوطّد علاقتنا ويقوّيها لذا أعتبر هذه الزّيارة بركةً ربّانيّة تدعونا إلى حمل المسؤوليّة الرّوحيّة والاجتماعيّة والوطنيّة الّتي أعطيت لنا في وطننا. إنطلاقًا من هذه القيمة الفائقة، نحن مدعوّون للحفاظ على علاقاتنا على مرّ التّاريخ الّتي سادها جوّ من الأخوّة والصّداقة، شاركنا فيها أفراح وطننا وأحزانه ومشاكله وتعاضدنا معًا لنشر السّلام والمحبّة والأخوّة، وعملنا لحفظ كرامة الإنسان عندما حاول الشّرّ أن يزيلها وما زال يحاول أن يفتك بشعبنا ككلّ ويعرّيه من كلّ حقّ في الحياة، في هذا الوطن الحبيب لبنان".

وأضاف: "من هذا الصّرح الّذي شيّده الكاردينال البطريرك غريغوريوس بطرس أغاجانيان الّذي عُرف بحكمته وفطنته وتواضعه وتضحياته لنشر السّلام والمحبّة وصراعه الدّائم من أجل كرامة الإنسان، والّذي في هذا الشّهر سيكرّم وستفتتح دعوة تطويبه في الفاتيكان، أناشد انطلاقًا من مسؤوليّتنا الدّينيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة، في هذه الظّروف الّتي يعيشها لبناننا، أن لا نكلّ ولا نملّ طلبًا من أنفسنا ومن قادتنا، بحقوق شعبنا بالحياة الكريمة، والالتزام الجادّ بنشر ثقافة التّسامح والتّعايش والسّلام بين أبناء الوطن ككلّ، للتّدخّل بأسرع ما يمكن لوضع حدّ للصّراعات والتّدهور الاقتصاديّ والبيئيّ والمعيشيّ والثّقافيّ والأخلاقيّ الّذي يعيشه وطننا لبنان اليوم".

وإختتم: "إنّي أرحّب بكم، فقد حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً في دياركم، سائلاً الله أن يحفظكم ويمدكم بنعمهِ الوفيرة، ويثبّت هذه العلاقة الأخويّة بيننا، حتّى نستطيع أن نكون أبناء حقيقيّين وخدّامًا لله، متمّمين مشيئته على الدّوام. آمين".

وردّ شيخ العقل بكلمة قائلاً: "يشرّفنا أن نكون في ضيافتكم اليوم في هذه البطريركيّة مع إخواني الشّيوخ من مشيخة العقل والمجلس المذهبيّ لكي نعبّر عن رسالتنا الإنسانيّة الواحدة، المرتكزة على الإيمان والتّلاقي، وللإيمان سبل متعدّدة توصلنا إلى حقيقة واحدة هي الإنسانيّة المرتبطة بالعزّة الإلهيّة. زيارتنا للتّأكيد على هذه الرّسالة وعلى المهمّة الرّوحيّة والمسؤوليّة الأخلاقيّة الّتي نحملها وإيّاكم".

أضاف: "إنّنا اذ نبارك لكم أيضًا رئاسة مجلس كنائس الشّرق الأوسط، نتمنّى أن نستطيع من مواقعنا الرّوحيّة العمل معًا من أجل الانسان والمجتمع والوطن، وقد أتينا إلى هذا الموقع لخدمة المجتمع ولتثبيت عناصر القوّة الّتي تبدأ بالإيمان والأخوّة الإنسانيّة الّتي تجمعنا وبالشّراكة الوطنيّة. مهمّتنا تثبيت القواعد الأساسيّة وما يحفظ إنساننا ومجتمعنا ووطننا وهذه مسؤوليّة ليست بالسّهلة، خاصّة في الظّروف الصّعبة الّتي يمرّ بها لبنان والمنطقة والعالم وقد واجهتنا منذ أتينا كلّ إلى موقعه منذ سنة تقريبًا، ظروفًا قاسية وتجاذبات قائمة. والأهمّيّة تكمن في التّصدّي لهذا الواقع الصّعب بما أوتينا من إيمان وإنسانيّة وقوّة، وإن شاء الله نتمكّن من بلسمة بعض الجراح وتخفيف بعض الآلام وحثّ المسؤولين على تحمّل مسؤوليّاتهم، لأنّ الوطن لم يعد يحتمل والشّعب يعاني الكثير. فهناك استحقاقات داهمة لا بدّ من أن تؤخذ بعين الاعتبار وبأن يُحترم الدّستور ولا يجوز التّلهّي بخلافاتنا ونزاعاتنا كسياسيّين، الّذين يجب عليهم تحمّل مسؤوليّاتهم الكاملة وعلى الدّول المعنيّة بالشّأن اللّبنانيّ أن تساعد أيضًا في لمّ الشّمل ودفع المسؤولين باتّجاه الإصلاح وتحقيق المطلوب. فالمسؤوليّة داخليّة وخارجيّة في آن باعتبار واقعنا غير منفصل عن الخارج وإن كانت المسؤوليّة الدّاخليّة تبقى الأهمّ، فكفى مماطلة وتجاذبات وخلافات، فمصلحة الوطن العليا تقتضي من الجميع التّنازل والعمل لأجلها، هذا هو نداؤنا اليوم".

وتابع: "أتوجّه دائمًا إلى ضرورة عقد قمّة روحيّة، وهي حاصلة بإذن الله تعالى، لأنّنا جميعًا نتطلّع من مواقعنا الرّوحيّة إليها. صحيح هناك لقاءات ثنائيّة بيننا لكن لا بدّ من القمّة الّتي ربّما أنّ عوامل وضغوطات الواقع الحياتيّ والوقت تؤخّرها بعض الشّيء من دون معوّقات أخرى، وأمام الرّؤساء الرّوحانيّين أمل باللّقاء قريبًا، علّه يساهم في طريق الإصلاح ومعالجة الأمور. اللّقاء الرّوحيّ لا يحلّ المشكلة في لبنان لكنّه عامل مهمّ، للدّفع باتّجاه الحلّ، هذا رجاؤنا وأملنا إن شاء الله".