أوروبا
05 أيار 2023, 12:30

ميناسيان لتيلي لوميار من اليونان: لمست التّشديد على الانتماء من قبل أبناء كنيستنا... ولبنان سيولد من جديد

نورسات/ اليونان
جملة محاور ساخنة وجّهتها بعثة تيلي لوميار- نورسات إلى كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك ورئيس العائلة الكاثوليكيّة في مجلس كنائس الشّرق الأوسط البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان من اليونان، تسلّط الضّوء على الذّكرى التّأسيسيّة المئويّة لتأسيس الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة في اليونان والعديد من القضايا والشّؤون الوطنيّة.

بداية تحدّث ميناسيان عن الزّيارة وأهدافها قائلاً: "إنّ زيارتي إلى اليونان هي زيارة رعائيّة بامتياز وقد  تزامنت مع الذّكرى التّأسيسيّة المئويّة للكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة في اليونان. لقد استمعت خلال الزّيارة إلى العديد من شهادات الحياة من أبنائنا والأهمّ في مضامينها هو ذاك الانتماء الّذي يشدّدون عليه، الأمر الّذي يعزّينا ويبعث الرّجاء في نفوسنا، في وقت نشهد فيه تفكّك للعديد من العائلات وذوبانها في مجتمعات وقيم ليست منّا.. لكن ما سمعته ورأيته في اليونان رغم التّعدّديّة هو أنّ أبناء كنيستنا يحملون قضيّة واحدة هي الانتماء."

أضاف: "ما أعطانا التّعزية أكثر هي تلك الشّهادات الّتي سمعناها عن المطران زوهرابيان مؤسّس الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة في اليونان، من كلّ الكنائس والسّلطات المحلّيّة والرّسميّة في اليونان، وأنا شخصيًّا قد أنعم الرّبّ عليّ بالتّعرّف عليه في آخر مرحلة من حياته في روما. فهو الشّخص الّذي تعذّب وتألّم، كي ينقذ الشّعب المسيحيّ المضطهد من السّلطنة العثمانيّة آنذاك، والّذي سعى جاهدًا رغم وجع رجليه وتعرّضه للضّرب لإيصال كلّ المضطهدين والهاربين من ظلم السّلطنة العثمانيّة  إلى مراكز وأماكن آمنة".

وعمّا تقدّمه الكنيسة لأبنائها في اليونان أوضح البطريرك ميناسيان: "إنّ الكنيسة تقوم بكلّ واجباتها تجاه أبنائها في هذا البلد المقدّس، والإكسرخوس جوزيف بيزازيان  قد ساعد كلّ اللّاجئين دون تمييز من جميع الطّوائف، وأمّن لهم كلّ ما يلزم من خدمات إنسانيّة واجتماعيّة ليندمجوا في هذا المجتمع ويتماشوا مع الواقع بمحبّة ورجاء".

وعن زيارته إلى جزيرة كورفو واتّخاذه المطران زوهرابيان المثل الصّالح في حياته قال: "لقد تأثّرت جدًّا عندما دخلنا جزيرة كورفو، وما رأيته من أماكن شكّلت بالنّسبة للمطران زوهرابيان محطّات أساسيّة مفصليّة موجعة في حياته، نعم أتّخذه مثالاً صالحًا في حياتي، لأنّ الحياة الكهنوتيّة هي بحدّ ذاتها عطاء، والمطران زوهرابيان لم ولن يفكّر يومًا بحقوقه الذّاتيّة، كان يعطي دون مقابل ويسير على طريق الجلجلة دون تراجع حاملاً الصّليب بمحبّة وخدمة، ما يشكّل بالنّسبة لشخصي ولكلّ عارفيه  المثل الصّالح الّذي يعلّمنا أن نتخلّى عن ذاتنا ونعطي، لأنّ حقوقنا الشّخصيّة هي حقوق ميّتة لا وجود لها، ولدينا حقّ واحد فقط هو إتمام الواجبات بالتّضحية الكاملة لخدمة المسيح."

وأشار: "إلى أنّنا كلّنا خطأة أمام الرّبّ، ولكن الخاطىء النّادم هو قديس. لأنّ الرّبّ يعطينا فرصًا كبيرة لكنّنا لا نعطي فرصًا لبعضنا البعض. فنأمل أن نصل إلى هذه الفرصة المنشودة".

في الشّقّ الوطنيّ اللّبنانيّ، قال البطريرك ميناسيان:" رغم الأزمات والفراغات والتّحدّيات المتعدّدة الّتي يتخبّط بها وطننا لبنان إلّا أنّني متفائل بهذا البلد، بلد القدّيسين إيمانًا منّا بأنّ ولادات الحياة لا تتمّ دون آلام وأوجاع، وهذا ما ينطبق على بلدنا لبنان. المهمّ أن يتولّد في داخلنا الصّبر والايمان ونطلب من الرّبّ أن يعطينا التّواضع والحكمة لنكون شهادة للعالم في المحبّة والأخلاق والحوار والازدهار. هكذا تكون ولادة لبنان".