لبنان
16 آذار 2023, 06:55

ميناسيان لتيلي لوميار: في الصّوم يجب علينا أن نسأل من أنت؟ ومن أنا؟

تيلي لوميار/ نورسات
"من أنت؟ ومن أنا؟ أسئلة يجب أن نطرحها على أنفسنا لنتجدّد ولنبدأ خطوة جديدة في حياتنا اليوميّة كي يعطينا المسيح البهجة ويكرّس بيننا المصالحة".

هذا ما جاء في مقدّمة كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان في  إطار حديثه الإعلاميّ عبر تيلي لوميار- نورسات، موضحًا أنّ "الصّوم هو الصّورة الّتي يجب أن نتبنّاها لننتصر على التجارب الخاطئة الّتي تدنّس حياتنا من "اتّهامات باطلة، أحقاد، كراهيّة... "، لأنّ هذه والأحقاد نستطيع أن نصنّفها كـ"جرم" يهدّد شخصيّة الإنسان والّذي نرتكبه دون تفكير وتفحّص لذلك يجب أن نسأل: من أنت ومن أنا".  

وتابع: "إنّ الصّوم ليس انقطاعًا عن المأكولات وحسب إنّما هو مرحلة للرّجوع إلى الله والاغتذاء من كلامه، هو الرّجوع إلى الضّمير، هو رياضة روحيّة نقاوم من خلالها قوى الشّرّ كي ننتصر على الضّيقات وتجارب الشّيطان الّذي لا يهدأ ولا يتعب. لذلك يجب أن نندم ونتوب عن الأفعال الخاطئة لنبدأ حياة جديدة."  

وعن مبادرات الكنيسة تجاه أبنائها المتضرّرين والمحتاجين قال: "إنّ الكنيسة هي حياة، ونحن بدورنا نقوم بواجباتنا تجاه الجميع دون استثناء وفقًا للإمكانات المتاحة في هذه الأيّام الصّعبة. ولا يسعني سوى أن أعبّر عن محبّتي الأبويّة تجاه كلّ المتضرّرين جرّاء الزّلزال الّذي ضرب تركيا وسوريا وكلّ من قاست عليه الحياة. هذه الأزمات ربّما لها وجه إيجابيّ تعلّمنا أن لا نتقاتل إنّما أن نتساعد ونتضامن ونتمسّك أكثر بالكنيسة لأنّها خلاصنا الوحيد".  

وردًّا على سؤال تيلي لوميار عن أسباب زيارته إلى اليونان في شهر نيسان/ إبريل المقبل، فأجاب: "نعم، بنعمة الرّبّ سأتوجّه إلى اليونان لأكون مع أبناء كنيستنا حيث مضى على وجود الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة في اليونان مئة عام، وهذه مناسبة عظيمة لنا لنعزّز حضورنا ولنتشدّد أكثر فأكثر في قيمنا، فهناك تاريخ عريق قد طبع العلاقة بين أبناء كنيستنا  مع أخوتهم في اليونان على مختلف الصّعد، وأكثر من ذلك، إنّنا نريد من خلال زيارتنا المرتقبة أن نوطّد العلاقات بين لبنان واليونان وهذا ما يصبّ في إطار الرّسالة المؤتمنين عليها."  

أمّا في ما يتعلّق بمسار دعوى تطويب خادم الله الكاردينال غريغوريوس بطرس الخامس عشر اغاجانيان في روما، فأكّد البطريرك ميناسيان أنّ الدّعوى تسير بطريقة منتظمة وما زالت ترد إلينا يوميًّا شهادات وخبرات لأشخاص عايشوه لا نعرفهم فتفاجأنا بخبراتهم الأمر الّذي يفرحنا ويدعم الدّعوى بكلّ تفاصيلها. لذلك نحن نعيش بفرح ورجاء كبيرين كي نصل إلى هذا الحدث الرّوحيّ والوطنيّ الكبير".  

هذا ولم يغب عن بال تيلي لوميار- نورسات من أن توجّه للبطريرك ميناسيان سؤالاً عن الوضع الاقتصاديّ والمعيشيّ في ظلّ الأزمات الّتي نعيشها؟ فعلّق على هذا السّؤال بالقول: "لكلّ مرض دواء، وأخطر الأمراض هو المرض السّياسيّ الّذي نعيشه اليوم وعلاجه الوحيد يكمن بالصّلاة والتّواضع والرّجوع إلى الضّمير، لأنّ المرض السّياسيّ هو ما يجعلنا نعيش اليوم بدوّامة غير مستقرّة اقتصاديًّا ومعيشيًّا، لكن وبالرّغم من كلّ المحن لدينا تفاؤل بأنّ الأزمة لن تطول طالما هناك نيّات حسنة لكن ينقصها الفعل، لذلك نصلّي من أجل أن تتعانق الإرادات الصّالحة مع الأفعال المثمرة لنشهد على ولادة لبنان من جديد".  

وإختتم البطريرك ميناسيان حديثه بتوجيه معايدة إلى الأمّهات بعيدهنّ قائلاً: "إنّ كلّ الأزمات تزول أمام أعظم الأمّهات، الأمّهات اللّواتي يسهرن على أولادهنّ وعائلاتهنّ وسط التّحدّيات الّتي تحيطنا من كلّ حدب وصوب، مهما تكلّمنا عن الأمّ يبقى الكلام عاجزًا عن التّعبير لما تزدان به من عطاء لا حدود له، باختصار بعيد الأمّ، نولد على هذه الأرض من جديد".