دينيّة
03 كانون الثاني 2019, 14:00

من هي القدّيسة التي حلّت نعمةً وبركةً على باريس؟

ماريلين صليبي
إلى باريس أرسلها الله نعمةً وبركةً، هي من لُقّبت بشفيعة باريس وبإبنة السّماء، القدّيسة البتول جنفياف، تستذكر الكنيسة عيدها اليوم لتفيض بذكراها نعم الخلاص والإيمان.

 

بعد أن تربّت تربية صالحة تغذّت من خلالها بخصال مميّزة، صادفت القدّيس جرمانس الذي كان في طريقه إلى بلاد بريطانيا. جرمانس عرف بإلهامٍ إلهيّ أنّ شأن جنفياف سيكون عظيمًا في القداسة، فأوصاها بأن تخصّص للرّبّ بتوليّتها وحياتها.
جنفياف حفظت الوصيّة، فكان سعيها يصبّ في الاتّحاد الدّائم بالله والصّلاة والتّأمّل أينما تكون.

ففي البرّيّة حيث كانت ترعى غنم أبيها، كانت تناجي الخالق. وفي المساء، كانت تذهب إلى الكنيسة وتقضي ساعات طويلة تناجي الرّبّ.

في سنّ الـ14، لبست جنفياف ثوب العذارى، وفي باريس بعد موت والديها، انقطعت عن العالم تمارس النّسك والصّوم والصّلاة، فمنحها الرّبّ صنع الأعاجيب، إذ كانت تشفي المرضى.
إنتشار آياتها زادها وداعة وتواضعًا وأمانة وإرشادًا للمؤمنين، غير أنّها لم تنجُ من الأكاذيب التي نالت من سمعتها. أكاذيب واجهتها جنفياف بالصّبر والصّفح.
وبعد سنوات، عاد القدّيس جرمانس ومرَّ في باريس وسأل عن فتاته المحبوبة ودافع بقوّةٍ عن قداسة حياتها، فعادت فضائل جنفياف تلمع أمام عيون الجميع.

ومرّ في القرن نفسه أن أتى على رأس جيوش جرّارة "أتيلا ضربة الله" ليحرق المدن ويهدم الكنائس ويذبح السّكّان. عندها، قامت جنفياف تدعو النّاس إلى التّوبة والصّلاة. صلاة كانت نتيجتها أن نجت باريس من محاصرة "أتيلا ضربة الله".

ثم بعد ذلك بنحو أربعين سنة جاء كلوفيس وحاصر باريس، فقامت من جديد جنفياف تدعو الجموع إلى الصّلاة والتّكفير والتّوبة. وقد أعدّت أحد عشر مركبًا شراعيًّا، وراحت رغم كبر سنّها، تمخر عباب نهر السّين، وتطوف المدن والأرياف، تجمع القمح لتغذّي به جموع المساكين الجائعين.
بهذا، حلَّ الفرح بعد الضّيق بفضل غيرة جنفياف وبتوليّتها.

فلنصلِّ في هذا العيد إلى الباعث الأكبر على إنعاش الرّوح المسيحيّة، البتولة جنفياف.