دينيّة
30 آب 2018, 13:00

من هي الطّوباويّة الجديدة التي ستغمر سلوفاكيا في ١ أيلول/ سبتمبر؟

ماريلين صليبي
لن يمرّ الأوّل من أيلول/ سبتمبر عاديًّا في سلوفاكيا بل إنّ القداسة ستغمر البلد بخبر تطويب ابنته الفلّاحة أنّا كولاسيروفا صاحبة الـ١٦ عامًا وتكليلها شهيدة.

 

الطّوباويّة التي دخلت البيت السّماويّ وانضمّت إلى قافلة الشّهداء قبل ٧ عقود، نالت حتفها بإطلاق نار أمام عائلتها بعد أن قاومت محاولة اغتصابها.

تمثّلت أنّا المؤمنة البسيطة التي عاشت في حرم أسرتها بالطّاعة والمحبّة، واظبت على صلاة المسبحة وتأدية النّذورات والفروض الدّينيّة والأعمال الصّالحة وتحمّلت مسؤوليّة موت والدتها باكرًا.

لإخفاء أنوثتها وعدم لفت نظر العسكر آنذاك، كانت أنّا ترتدي ثوبًا أسود فضفاضًا، ولكنّ الاغتصاب لاقاها، والهرب كان هدفها، غير أنّ القتل خطفها.

كانت أنّا جاهزة للموت، معترفة تائبة حاضرة لاحتضان الرّبّ، وها هو قبرها يتحوّل إلى مكان للحجّ والصّلاة.

كانت أنّا مدركة منذ صغرها لواقع بلدها المنقاد بالغريزة، ففضّلت الطّهارة والنّقاء على حساب اللّذّة المؤقّتة.

شهادة أنّا البطوليّة، المستمدّة من حياة روحيّة مخلصة، تؤكّد أنّ كلّ إنسان هو مشروع قدّيس، قداسة يمكن أن يطمح إليها كلّ مؤمن.

شهادتها أيضًا منبع خلاص للمجتمع، للمراهقين، للشّباب، للإيمان بأنّ الحياة المسيحيّة عمل خيّر وصلاة دائمة، وبهما تُفتح أبواب الخلاص.

إنّنا نميل في كثير من الأحيان إلى تجاهل الحقّ والاستسلام للمظاهر وأحاسيس طبيعتنا البشريّة، فليكن تطويب أنّا مناسبة للإيضاء على الإيمان ورسم حدود تصرّفاتنا، لنكون أكثر ثباتًا مع الرّبّ.