دينيّة
14 كانون الثاني 2020, 08:00

"من منكم بلا خطيئة فليرمها بأوّل حجر"…

ماريلين صليبي
"من منكم بلا خطيئة فليرمها بأوّل حجر"… بهذا ردّ يسوع المضطهدين عن الخاطئة مؤكّدًا لنا جميعًا أنّنا خطأة مغمّسين بوحول الإثم.

 

وعمّا إذا كانت هذه الخطيئة رادعًا يبعدنا عن الصّلاة للشّعور بالذّنب أو بالتّوبة، فرّق الكاهن في الأبرشيّة البطريركيّة المارونيّة – جونية الأب إيلي خويري في حديث مع موقع "نورنيوز" بين هذين الشّعورين، إذ قال إنّ الشّعور بالذّنب لا يعني التّوبة.

وأكّد الأب خويري أنّ الإنسان البعيد عن الله يدرك خطأه ويشعر بالذّنب عاكسًا نظرته إلى ذاته، في حين أنّ التّوبة هي أن ننظر إلى الله ونتأمّله.

والإنسان يُخطئ بطبيعته، غير أنّ هذه الخطيئة ليست نهاية الطّريق المؤدّي إلى الخلاص، فالخاطئ يتطلّع إلى الله منتظرًا محبّته ورحمته لينال السّلام.

والله هو المبادر الأوّل لهذه التّوبة الصّادقة لأنّه يحبّ الخاطئ حبًّا عظيمًا، هو الذي قال "لا يحتاج الأصحّاء إلى طبيب بل المرضى.. لأني لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التّوبة".

وبحسب الأب خويري، الإنسان الضّعيف يرتفع برحمة الله، رحمة تقرّبه من المسيح ومن القدّيسين وتزوّده بالرّجاء والأمل، فنعمة الله هي التي تخلّصه من النّدم. ولهذا تكون التّوبة سرٌّ فاعلها الأوّل هو الرّوح القدس وليس عمل الإنسان لأنّ الأخير بحاجة إلى لمسة الله المقدّسة.

الوعاء الفارغ يمتلئ من نبع المياه وليس العكس، وهكذا نحن الخطأة، نتقدّم بالصّلاة إلى الله من أجل أن يملأنا رجاء ورحمة مفرغين خطايانا في نبعه اللّامتناهي، فالخاطئ كالعطشان الذي لا حلّ أمامه سوى الصّلاة والارتواء من نبع الخلاص.

الرّبّ رحوم يقبل التّوبة معبّرًا عن ذلك في آيات عديدة في الكتاب المقدّس، لذا "كم لي من الخطايا وكم لك من المراحم!"