دينيّة
06 أيلول 2017, 13:00

من منكم بلا خطيئة؟

ميريام الزيناتي
"إنّ المغفرة تحرّر القلب وتسمح له أن يبدأ من جديد: المغفرة تعطي الرّجاء ومن دونها لا تُبنى الكنيسة"، يقول البابا فرنسيس مشدّدًا على ضرورة المسامحة والغفران.

كثيرة هي لحظات الضّعف الّتي تدفع الإنسان إلى ارتكاب خطأ قد يؤثّر سلبًا على علاقته بقريبه، خطأ قد يبعده عمّن يحبّ أو ينهي صداقاته، ولكن إذا كان اللّه قد أرسل ابنه الوحيد لمغفرة خطايانا فمن نحن لنحاسب الآخر ونحكم عليه؟

يتحدّث المسيح عن أهمّية المغفرة في آيات عدّة من الإنجيل، هو الّذي صُلب من أجل خطايانا وسامح صالبيه، يدعونا للمسامحة " سبعين مرة سبع مرات" (متّى 18- 22)، مؤكّدًا أنّ المغفرة طريقنا نحو الملكوت.

أمّا في ما يخصّ إدانة القريب، فحادثة الزّانية أكبر مثال على أنّ المسيح يدعونا لمحاسبة أنفسنا قبل رجم الآخر. "من منكم بلا خطيئة فليرجمها بالحجر الأوّل" (يوحنّا 8-7)، قال يسوع للفرّيسيّين قبل أن يطلب من الزّانية عدم العودة إلى الخطيئة.

كرّر يسوع الدّعوة لعدم الإدانة في إنجيل متّى، عندما تساءل: " كيف تقول لأخيك: دعني أخرج القذى من عينك، وها الخشبة في عينك؟"، محذّرًا: "لا تدينوا لكي لا تدانوا".

وفي مثل الإبن الضّال يصوّر يسوع حنان الآب الغفور، اللّه الّذي لا يتردّد في مسامحتنا مهما ابتعدنا عنه، فيدعونا إلى التّوبة وطلب المغفرة من إلهنا الحاضر دائمًا لاحتضاننا ومسح خطايانا، فلنتأمّل اليوم بسرّ الغفران متمّمين الصّلاة الّتي علّمنا إيّاها المسيح مردّدين: "أغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نحن نغفر لمن أساء إلينا"...