دينيّة
15 نيسان 2018, 07:00

من عمّاوس.. إلى درب الخلاص

غلوريا بو خليل
في الأحد الثّالث من زمن القيامة المجيدة، تتأمّل الكنيسة بحدث ظهور المسيح لتلميذيّ عمّاوس الذي بحضوره وضع الرّجاء والفرح في قلبيهما، وأنار بصيرتهما بقوّة روحه القدّوس. وللغوص في هذا اللّقاء الاستثنائي الغنيّ بالمعاني وللولوج في سرّ قيامة الرّبّ المجيدة، كان لموقع نورنيوز الإخباريّ اتّصال مع المسؤول الإعلاميّ لأبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري أنطوان عطالله ليضعنا في إطار هذا النّصّ الإنجيليّ للقدّيس لوقا (24 : 13 - 35)، فينير من خلاله مسيرة حياتنا نحو الملكوت ويهدينا إلى درب الخلاص.

 

استهلّ الخوري عطالله وصفه لهذا اللّقاء قائلًا: "لقد ظنّ التّلميذان أنّهما عرفا كلّ شيء، وفهما أنّ كلّ شيء قد انتهى، وعادا بطريقة مملّة... كان الطّريق ثقيلًا، صاخبًا، مرهقًا ومغبّرًا... ثمّ كانت هناك الذّاكرة المؤلمة للأيّام الثّلاثة الماضية التي شاهدا فيها الموت المهين لصديقهما ومعلّمهما. لكن كان يجب عليهما العودة إلى ديارهما بعد عيد الفصح والانتكاسة الكبيرة."

 

وأكمل الخوري عطالله "بسلوك تلميذيّ عمّاوس طريق العودة، لم يعرفا أن هذا الرّحّال، هذا الرّجل المجهول الذي أصبح رفيق دربهما، سيكشف لهما طريقًا آخر، كلّمة الله التي سافرت عبر قرون من الإنسانيّة لتصل إليهما، وقلبيهما اللّذين التهبا فجأة بهذه الشّعلة الحيّة بعد أن تكشّفت لهما الكتب وما قيل فيها عن المسيح. لقد قرّرا أنهما سيبتعدان بعد أن فقدا كلّ شيء، لكنّ الله هو الذي سيقترب منهما وسيمنحهما كلّ الفرح من خلال كلمته، وسيكشف لهما شكلًا آخر لحقيقة حضوره معهما ومعنا."

 

وتابع الخوري عطالله قائلًا: "بعد ذلك، ستتكشّف لهما حقيقة تبدّل طريق حياتهما إلى الأبد، فهما سيكتشفان حقيقة حضور الرّبّ يسوع عند كسر الخبز (القربان المقدّس)، وسينطلقان بفرح مضطّرم كالنّار في الهشيم ويبتلعان طريق اللّيل الموحش، ليزفّا البشارة السّعيدة: "الرّبّ قام".  

"وهكذا نحن، يُكمل الخوري عطالله، عندما يصيبنا الإحباط وتضربنا الكآبة ويجفّ فينا الإيمان، يكون الله رفيقنا في سعينا، فلننتبه جيدًا أنّه معنا. هكذا يأتي الله ويطرق قلب الإنسان: في كلّ مرّة يدقّ على الباب، يتكلّم معنا، بكلمات طالما سمعتها أجيال كثيرة، هي كلّمة الله للبشر." ويضعنا الخوري عطالله أمام اختبار ذاتيّ متسائلًا "هذا المسار وهذا الطّريق اليوم هو كلمة الله في الكتاب المقدّس التي إذا قبلناها أصبحت رفيقتنا، فهل نسمعها؟ وهل نرى ونؤمن فعلاً أنّ الرّبّ يسوع حاضر حقيقةً في سرّ القربان؟ هل عندما نتناوله نعي أنّنا نتّحد به اتّحادًا يفوق الإدراك؟ هل نعرف أنّنا عندما نشارك بالقدّاس الإلهيّ ونتناول القدّوس، نشترك بقداسته بسرّ القربان المقدّس؟"

 

وختم المسؤول الإعلاميّ لأبرشيّة جبيل المارونيّة حديثه قائلًا "لقد تغيّرت طريق عمّاوس من طريق مقفرة موحشة إلى طريق مليئة بحضور الله، لتصل بنا إلى الملكوت المعدّ لنا منذ إنشاء العالم. فلنستمع إلى نداء الطّريق والحقّ والحياة."