من رموزهم تعرفونهم!
ويروي "السّنكسار" بحسب الكنيسة المارونيّة، أنّ "متّى ويوحنّا كانا من الرّسل الإثني عشر، ومرقس من المبشّرين الإثنين والسّبعين، أمّا لوقا فآمن على يد بولس الرّسول وصحبه بالتّبشير، وهو كاتب الإنجيل وأعمال الرّسل. كتب متّى إنجيله في أورشليم باللّغة الآراميّة أيّ السّريانيّة بين سنة 45 و58 للميلاد، بناءً على طلب المؤمنين. ومرقس تلميذ بطرس الرّسول وكاتبه الخاصّ كتب إنجيله في روما بين سنة 46 و50 باللّغة اليونانيّة، بتلقين معلّمه القدّيس بطرس الرّسول، بناءً على طلب المؤمنين في روما. ولوقا كتب بشارته في أخائيا باللّغة اليونانيّة بين سنة 55 و60، آخذًا من معلّمه بولس الرّسول وسائر الرّسل المعاينين الكلمة. ويوحنّا كتب بشارته باللّغة اليونانيّة في أفسس سنة 98 للميلاد، بعد كتابة الأناجيل الثّلاثة، متوخّيًا إثبات ألوهيّة السّيّد المسيح، من دون أن يروي جميع ما رواه الإنجيليّون قبله عن أعمال المخلّص".
هذا وتدلّ الكنيسة اليوم إلى كلّ من الإنجيليّين برمز مختلف، رموز ذكرها يوحنّا في رؤياه وحزقيال في نبوءته: النّسر والأسد والثّور والإنسان.
وفي التّفاصيل، يُرمز إلى القدّيس يوحنّا بالنّسر، إذ أنّه على مثاله حلّق وارتفع في سماء لاهوت الكلمة . أمّا مرقس فنال حصّة الأسد لأنّه استهلّ إنجيله متحدّثًا عن النّبيّ السّابق يوحنّا المعمدان "الصّوت الصّارخ في البرّيّة" كصوت أسد قويّ ومهيب يطلق صرخته في بريّة العالم كلّه.
هذا ويُشار إلى لوقا برسم الثّور لأنّه بدأ بشارته في الهيكل بكهنوت زكريّا الّذي يقضي بتقديم ذبائح العجول. وحده متّى اكتسب الإنسان رمزًا، وذلك لأنّه استهلّ إنجيله بنسب يسوع المسيح، إضافة إلى استخدامه عبارة "إبن الإنسان" نحو ثلاثين مرّة في نصوصه.
واليوم، فيما نحيي تذكار الإنجيليّين الأربعة، نسأل الله أن يجعل أصواتنا صارخة في بريّة هذا العالم بدون خوف، أصواتًا تحلّق مرتفعة في السّماء واضعة الكلمة فوق كلّ شيء.
اليوم، نطلب منه أن يحوّل رسالة كلّ واحد منّا إلى كهنوت خاصّ يبشّر بإبن الإنسان وتعاليمه، سائلينه شفاعة القدّيسين متّى ومرقس ولوقا ويوحنّا.