SQLSTATE[08004] [1040] Too many connections (Connection: mysql, SQL: select * from `categories` where `categories`.`id` = 22 limit 1)
دينيّة
29 تموز 2016, 09:04

من البابا فرنسيس... مفاتيح لزواج ناجح

ريتا كرم
"الإذن، الشّكر والمسامحة" مفاتيح ثلاثة قدّمها البابا فرنسيس إلى المتزوّجين أو القادمين على هذا الرّباط المقدّس، وذلك في إطلالته أمس، من الشّرفة في كراكوفيا، مخاطباً شبيبة العالم؛ فهذه الكلمات الثّلاث تساعد على عيش العهد وتخطّي الصّعوبات، فالاعتناء بالزّواج يساهم في ديمومته وهو يتطلّب شجاعة كبيرة.

 

عن "الأذن"، اقترح الحبر الأعظم على الشّريكين أن يأخذا أوّلاً برأي بعضهما البعض قبل أن يقوما بعمل ما. إذ أنّ أخذ الإذن هو من باب احترام الآخر وليس من أجل السّيطرة عليه، فالعلاقة النّاجحة تتطلّب شخصين يتفاعلان الواحد تجاه الآخر، وفي الحوار والأخذ والرّدّ يشعر أحدهما "الزّوج أو الزّوجة" أنّه موجود ويدرك أنّه لا يزال مهمّاً بنظر شريكه.

أمّا في الشّكر، فكم هو جميل وقع كلمة "شكراً" عندما تلفظها الشّفتان، فتتمايل حروفها متراقصة لتدخل بانسياب إلى آذان الشّريك وتنعش نبضات قلبه فيتجدّد الحبّ الّذي ربّما خَفُتَ لسبب أو لآخر، ويعود فينفض عنه كلّ التّراكمات، لأنّ امتنان الحبيب أعاد إليه الرّغبة في متابعة المسيرة "معاً". فكما صرّح البابا فرنسيس في خطابه أمس: "الشّكر هو حاجة لأنّ الزّوجين هما الّلذين يتبادلان سرّ الزّواج مع بعضهما البعض، وهذه العلاقة المقدّسة يعزّزها الشّعور بالامتنان."

وماذا عن الكلمة الثّالثة "المسامحة"؟ فغالباً ما يسجن الزّوجان نفسيهما في قفص فيمنعان روحيهما أن تحلّقا بحرّيّة في مدار العلاقة الّتي تجمعهما، وينتظران أن يُخطئ أحدهما بحقّ الآخر حتّى يصبح محرّم على "ما جمعه الله" أن يتخطّى باب ذاك القفص، فيقفلان الطّريق أمام "الغفران"، ويصبح "الاعتذار" مستحيلاً بحجّة "عزّة النّفس" تلك الّتي لا تسمح للحواجز أن تنكسر. ولكن ماذا لو أصغينا إلى كلام البابا فرنسيس فنعترف بأخطائنا ونطلب المسامحة؟ ماذا لو تأمّلنا في مفاعيل الكلمات الثّلاث وفي الخير الّذي يمكن أن تغدقه؟!

نعم، "إنّ العلاقات الزّوجيّة ليست بسهلة، هي لا تخلو من المشاكل والنّقاشات، فيحصل أن يختلف الزّوجان ويعلو صوتاهما ويتصادمان، حتّى أنّه يمكن للصّحون أن تتطاير؛ ولكن لا تذعرا عندما يحصل ذلك! ولا تسمحا ليومكما أن ينتهي من دون أن تتصالحا لأنّ "الحرب الباردة" في اليوم التّالي خطيرة. إنّ حركة واحدة كافية لصنع السّلام... فمتى وُجد الحبّ، حركة واحدة تُصلح كلّ شيء!"

أجل، مبادرة واحدة تعيد ترتيب الأوراق وتبني ما هُدم؛ فالحبّ يصنع المعجزات، فكيف إذا كان مقدّساً ومباركاً ومختوماً من الرّبّ: "فما جمعه الرّبّ لا يفرّقه إنساناً".