من الإنسان والطّبيعة.. معايدة للآب السّماويّ!
إنّه الواحد والعشرون من حزيران/يونيو، اليوم الذي لا يكتفي فيه النّاس وحدهم بمعايدة آبائهم، بل إنّ الطّبيعة أيضًا تعايد أباها الخالق من خلال نثر بريق فصل الصّيف في أطول نهار في السّنة.
للخالق نفسه مكانة عندنا نحن العقلاء المؤمنين، فكيف لنا أن يمرّ عيد الآباء من دون معايدة أبينا السّماويّ؟
يعضدنا بالمحبّة، يغمرنا بالحنان، يساعدنا في الصّعاب، يخلّص نفوسنا اليائسة، يرحم أخطاءنا الفاضحة، يعزّي أحزاننا القاتمة، يصغي كلّما ندهناه، يستجيب لكلّ ما نتمنّاه، يدبّر كلّ ما نخشاه، ينعم علينا بفضائل لامتناهية، يساندنا في ضعفنا، يشاركنا في نجاحنا، يزوّدنا بالتّعاليم المحيية، هو الآب السّماويّ الذي نشكره اليوم على وجوده في حياتنا ليزيدها أملًا ورجاء.
الله الآب الذي نلتمس حضوره في أيّامنا الحلوة والمرّة، أبى أن يتركنا من دون سند أرضيّ، إذ كلّل العائلات بآباء تشعّ وجوههم نورًا محييًا يجعل من الدّنيا ملاذًّا طيّبًا للأبناء.
في هذا اليوم الذي يحتفل فيه الإنسان والطّبيعة بعيد الآباء، نعايد أبانا السّماويّ ونسأله أن يبارك كلّ الآباء الأبطال الأحياء وأن يرحم الذين غابوا إلى دنيا الحقّ، ليعلم كلّ من خسر أبًا أرضيًّا أنّ أباه السّماويّ حاضر أبدًا لينقذه من وحول اليأس ويرفعه إلى حيث الفرح الدّائم...