صحّة
25 تموز 2022, 06:15

منظمة الصحة العالمية تعلن أن تفشّي جدري القردة يمثّل حالة طوارئ صحّيّة عامّة تثير قلقًا دوليًا

الأمم المتّحدة
أعلنت منظمة الصحة العالمية، يوم السبت، أنّ تفشّي مرض جدري القردة في العالم يمثّل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًّا، في أعقاب اجتماع للجنة الطوارئ الخاصة باللوائح الصحية الدولية بشأن تفشّي المرض في بلدان متعددة.

وفي مؤتمر صحفي من جنيف، قال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية: "قبل شهر، دعوتُ لجنة الطوارئ للاجتماع بموجب اللوائح الصحية الدولية لتقييم ما إذا كان تفشي جدري القردة في بلدان متعددة يمثّل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًّا."

وأضاف أنه في ذلك الاجتماع، بينما تمّ التعبير عن وجهات نظر مختلفة، قرّرت اللجنة بالإجماع أن تفشّي المرض لا يمثّل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًّا.

في ذلك الوقت، تمّ الإبلاغ عن 3,040 حالة إصابة بجدري القردة لمنظمة الصحة العالمية، من 47 دولة.

لكن، "منذ ذلك الحين، استمر تفشّي المرض في الازدياد، وهناك الآن أكثر من 16 ألف حالة تمّ الإبلاغ عنها من 75 دولة وإقليمًّا وخمس وفيات." وفي ضوء تفشي المرض المتطور، انعقدت اللجنة مجدّدًا يوم الخميس لمراجعة أحدث البيانات وتقديم المشورة للدكتور تيدروس وفقًا لذلك. 

وتابع د. تيدروس يقول: "يشير تقييم منظمة الصحة العالمية إلى أن خطر الإصابة بجدري القردة معتدل على مستوى العالم في جميع المناطق، باستثناء المناطق الأوروبية، حيث نقيّم الخطر على أنه مرتفع."

5 عناصر لتقييم الوضع

بموجب اللوائح الصحية الدولية، أشار د. تيدروس إلى أنه مُطالب بالنظر في خمسة عناصر لتقرير ما إذا كان تفشي المرض يشكّل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًّا:

أولًا، المعلومات التي قدّمتها الدول – والتي تظهر في هذه الحالة أن هذا الفيروس قد انتشر بسرعة إلى العديد من البلدان التي لم تشهده بعد؛

ثانيًا، تمّ الوفاء بالمعايير الثلاثة للإعلان عن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًّا بموجب اللوائح الصحية الدولية؛

ثالثًا، مشورة لجنة الطوارئ التي لم تتوصل إلى توافق؛

رابعًا، المبادئ والأدلة العلمية وغيرها من المعلومات ذات الصلة – وهي غير كافية حاليًّا وتترك لنا الكثير من الأمور غير واضحة؛

خامسًا، المخاطر على صحة الإنسان، والانتشار الدولي، واحتمال التداخل مع حركة المرور الدولية.

وأوضح المسؤول الأممي أن الخطر واضح لمزيد من الانتشار الدولي، على الرغم من أن خطر التداخل مع حركة المرور الدولية لا يزال منخفضًا في الوقت الحالي. 

وقال: "ثمّة تفشٍّ ينتشر في جميع أنحاء العالم بسرعة، من خلال طرق انتقال جديدة، ولا نفهم عنه سوى القليل، ويفي بالمعايير الواردة في اللوائح الصحية الدولية."

توصيات

قدّم د. تيدروس مجموعة من التوصيات لمجموعات مختلفة الدول: تلك التي لم تبلغ بعد عن حالة جدري القردة أو لم تبلغ عن حالة لأكثر من 21 يومًا؛ وتلك التي لديها حالات وافدة مؤخرًا من جدري القردة والتي تعاني من انتقال العدوى من إنسان لإنسان.

بالأدوات التي لدينا الآن، يمكننا إيقاف انتقال الفيروس والسيطرة على تفشي المرض

يشمل ذلك توصيات لتنفيذ استجابة منسّقة لوقف انتقال العدوى وحماية الفئات الضعيفة؛ إشراك المجتمعات المتضررة وحمايتها؛ تكثيف المراقبة وتدابير الصحة العامة؛ تعزيز الإدارة السريرية والوقاية من العدوى والسيطرة عليها في المستشفيات والعيادات؛ تسريع البحث في استخدام اللقاحات والعلاجات والأدوات الأخرى؛ والتوصيات الخاصة بالسفر الدولي.

ومجموعة أخرى من البلدان هي تلك التي ينتقل فيها جدري القردة بين الحيوانات والبشر؛ والرابعة هي البلدان التي لديها قدرة تصنيعية للتشخيص واللقاحات والعلاجات.

وكشف د. تيدروس عن أنه إلى جانب عملية التفاوض بشأن اتفاقية دولية جديدة حول التأهب للجائحة والاستجابة لها، تنظر الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية أيضًا في إدخال تعديلات هادفة على اللوائح الصحية الدولية، بما في ذلك طرق تحسين عملية إعلان حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًّا.

في الوقت الحالي، تؤكد منظمة الصحة العالمية أن التفشّي يتركّز بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، وخاصة أولئك الذين لديهم شركاء جنسيين متعددين.

وقال د. تيدروس: "هذا يعني أنه يمكن إيقاف التفشّي باتباع الاستراتيجيات الصحيحة للمجموعات المناسبة." وأشار إلى أن وصمة العار والتمييز قد تكون خطرة مثل أي فيروس.

"بالأدوات التي لدينا الآن، يمكننا إيقاف انتقال الفيروس والسيطرة على تفشّي المرض."