صحّة
13 نيسان 2022, 12:15

منظمة الصحة العالمية ترحّب بمبادرة مكافحة الأمراض غير السارية المسؤولة عن 7 من كل 10 وفيّات في جميع أنحاء العالم

الأمم المتّحدة
رحّبت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء بتشكيل مجموعة جديدة تتألف من رؤساء الدول والحكومات لإعادة العالم إلى المسار الصحيح وتقليل الوفيّات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية مثل السكري والسرطان وأمراض القلب والرئة، بنسبة الثلث - وذلك تمشيا مع أهداف التنمية المستدامة (SDGs) - وتعزيز الصحة العقلية والرفاهية.

تم اتخاذ القرار في افتتاح الحوار الاستراتيجي الدولي بشأن الأمراض غير المعدية وأهداف التنمية المستدامة، الذي عقد في أكرا بغانا، حيث تم إطلاق ميثاق عالمي جديد بشأن الأمراض غير المعدية. وقد شاركت منظمة الصحة العالمية في استضافة الحوار مع دولتي غانا والنرويج.

أبرز القادة الوطنيون مدى إلحاح معالجة ما تشير إليه منظمة الصحة العالمية باسم جائحة الأمراض غير المعدية- التي تقتل 7 من كل 10 أشخاص على مستوى العالم- بسبب عوامل الخطر مثل التبغ والكحول والنظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني وتلوث الهواء.

إنقاذ 7 ملايين شخص بتكلفة منخفضة

يمكن الوقاية من الأمراض غير المعدية وعلاجها إلى حد كبير، ويمكن إنقاذ ما يقرب من سبعة ملايين شخص مقابل 0.84 دولار أمريكي فقط للشخص الواحد سنويا من الآن وحتى عام 2030، وفقا لما تقوله وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة.

سيحقق هذا الاستثمار أكثر من 230 مليار دولار من الفوائد الاقتصادية والمجتمعية وسيتجنب ما يقرب من 10 ملايين شخص نوبة قلبية وسكتات دماغية على مستوى العالم بحلول عام 2030.

ستجتمع المجموعة الآن سنويا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن المتوقع أن يعقد الاجتماع الأول في أيلول/سبتمبر 2022.

خمسة مجالات للعمل

وسيركز الاتفاق على خمسة مجالات رئيسية:

1) إنقاذ حياة 50 مليون شخص بحلول عام 2030، الذين قد يموتون قبل الأوان بسبب الأمراض غير المعدية من خلال تنفيذ تدابير الوقاية الأكثر فعالية من حيث التكلفة.

2) حماية 1.7 مليار شخص يعيشون مع الأمراض غير المعدية من خلال ضمان حصولهم على الأدوية والرعاية التي يحتاجون إليها أثناء حالات الطوارئ.

3) دمج الأمراض غير المعدية في الرعاية الصحية الأولية والتغطية الصحية الشاملة.

4) المراقبة الشاملة للأمراض غير المعدية ورصدها.

5) وأخيراً، إشراك 1.7 مليار شخص مصاب بالأمراض غير المعدية وحالات الصحة العقلية بشكل هادف في صنع السياسات والبرمجة.

أوضح نانا أدو دانكوا أفوكو-أدو، رئيس غانا، نجاح بلاده في تنفيذ تدابير الحد من الطلب على التبغ وتقديم مبادئ توجيهية لإدارة الأمراض غير المعدية، لكنه سلط الضوء أيضا على التحديات التي تواجه البلدان منخفضة الدخل في تسريع العمل.

وقال: "إن معالجة ظاهرة الأمراض غير المعدية تتطلب القيادة لإبراز قضايا الأمراض غير المعدية. أطلب من زملائي من رؤساء الدول أن يتكاتفوا ... بينما نجد حلولا للأمراض غير المعدية من خلال خارطة طريق للتغطية الصحية الشاملة وأهداف التنمية المستدامة. في عصرنا، سيكون هذا إرثنا".

أرواح تزهق قبل أوانها

قال رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إنه بصرف النظر عن عدد الوفيات، فإن "الأمراض غير المعدية تلحق خسائر فادحة بالاقتصادات، وتقلص من حياة الناس في سنواتهم الأكثر إنتاجية. يتطلب التغلب على هذا التحدي التزاما تقنيا وماليا وقبل كل شيء التزاما سياسيا"، معربا عن شكره لحكومتي النرويج وغانا على إنشاء الفريق العالمي الأول لرؤساء الدول والحكومات المعني بالأمراض غير المعدية، وإطلاق الاتفاق العالمي بشأن الأمراض غير المعدية.

قال رئيس وزراء النرويج، جوناس غار ستور، إن الاستثمار في أنظمة صحية أقوى وتقديم الخدمات والوقاية من الأمراض غير المعدية سيجعل السكان المعرضين للخطر أكثر قدرة على مقاومة كوفيد-19 والأوبئة المستقبلية.

وهذا أمر حيوي أيضا لتعزيز التغطية الصحية الشاملة. يجب أن تكون الوقاية من الأمراض غير المعدية والحصول على العلاج والأدوية مكونا أساسيا في الجهود المبذولة لتعزيز التأهب للجائحة والاستجابة لها، وفي إعادة البناء بشكل أفضل في فترة التعافي بعد الجائحة".

وقال الدكتور ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، في الاجتماع إن الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية تمثل ما يقرب من ثلث جميع الوفيات في أفريقيا، "حيث لا تشكل تهديدا خطيرا للصحة والرفاهية فحسب، بل تؤدي أيضا إلى ضعف التنمية الاجتماعية والاقتصادية. يمثل الالتزام الذي تم التوصل إليه اليوم خطوة حاسمة في دفع عجلة التقدم في القضاء على هذه الأمراض وعوامل الخطر فيها بالإضافة إلى المعاناة والوفيات التي تسببها".