صحّة
16 نيسان 2021, 07:10

منظمة الصحة العالميّة تحذّر من نقص في أدوية جديدة لمواجهة "أخطر أنواع البكتيريا في العالم"

الأمم المتّحدة
أفادت منظمة الصحة العالميّة يوم الخميس بأنّ عدم وجود علاجات جديدة لأنواع العدوى الشّائعة أدّت إلى تعريض النّاس بشكل خطير إلى "أخطر أنواع البكتيريا في العالم".

وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية هذا التحذير في تقرير يوضح أنّ أيّا من المضادات الحيوية الـ 43 قيد التطوير اليوم لا يعالج بشكل كافٍ التهديد المتزايد الذي يشكله 13 نوعًا من البكتيريا ذات الأولوية المقاومة للأدوية.

وقالت د. حنان بلخي، خبيرة الأوبئة ومساعدة مدير عام منظمة الصحة العالمية: "يؤدي الفشل المستمر في تطوير وتصنيع وتوزيع مضادات حيوية فعّالة إلى زيادة تأثير مقاومة مضادات الميكروبات ويهدّد قدرتنا على علاج العدوى البكتيرية بنجاح".

وقالت المنظمة إنّ الأكثر عرضة للخطر هم الأطفال الصغار وأولئك الذين يعيشون في فقر، لكن العدوى المقاومة للمضادات الحيوية يمكن أن تؤثر على أي شخص.

 

الصغار في خطر

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يموت ثلاثة من كلّ 10 أطفال حديثي الولادة يصابون بعدوى في الدم، لأن المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج الإنتان (تعفّن الدم) لم تعد فعّالة.

والالتهاب الرئوي الجرثومي – هو مرض آخر يمكن الوقاية منه وطوّر مقاومة للأدوية المتاحة – هو أيضًا سبب رئيسي لوفيات الأطفال دون سن الخامسة.

ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية السنوي حول مضادات البكتيريا قيد التطوير السريري وقبل السريري، إلى أنّ كافّة المضادات الحيوية المتوفرة اليوم تقريبًا هي أشكال مختلفة من تلك التي تمّ اكتشافها في الثمانينيات من القرن الماضي.

ويعتمد البشر عليها بشكل كبير في جميع مجالات الحياة، من اقتلاع الأضراس عند طبيب الأسنان إلى العلاج الكيميائي للسرطان.

 

خط أنابيب غير منتج

بعد مراجعة المضادات الحيوية التي هي في مراحل الاختبار السريرية، وكذلك تلك قيد التطوير، سلّط التقرير الضوء على "خط أنابيب شبه ثابت" للإنتاج، والذي شبهه هايلييسوس جيتاهون من منظمة الصحة العالمية "كعب أخيل" (أي نقطة ضعف مميتة) للأمن الصحي العالمي.

وقال السيّد جيتاهون، مدير التنسيق العالمي لمقاومة مسبّبات الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية والأدوية في منظمة الصحة العالمية: "يجب اغتنام الفرص الناشئة عن جائحة كوفيد-19 لإبراز احتياجات الاستثمارات المستدامة في البحث والتطوير لمضادات حيوية جديدة وفعّالة".

وشدّد على الحاجة إلى جهد عالمي مستدام بما في ذلك آليات التمويل الجماعي والاستثمارات الجديدة والإضافية لمواجهة حجم التهديد المضاد للميكروبات.

لم تُمنح الموافقة سوى لعدد قليل من المضادات في مرحلة مبكرة من قبل المنظمين في السنوات الأخيرة "ومعظمها يقدّم فائدة سريرية محدودة على العلاجات". وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أنّ "الظهور السريع لمقاومة الأدوية لهذه المضادات الجديدة" أمر مؤكد.

 

مكاسب قليلة

"بعض المنتجات الواعدة" كانت في مراحل مختلفة من التطوير، حيث إن جزءًا صغيرًا منها فقط هو الذي سيصل إلى السوق في قطاع يعوقه العائد الضئيل على الاستثمار من منتجات المضادات الحيوية الناجحة، الأمر الذي حدّ من اهتمام معظم شركات الأدوية الكبيرة.

وخلصت منظمة الصحة العالمية إلى أنّ "خط الأنابيب السريرية والمضادات الحيوية التي تمّت الموافقة عليها مؤخرًا غير كافية بشكل عام لمواجهة التّحدّي المتمثّل في زيادة ظهور وانتشار مقاومة مضادات الميكروبات".

 

الأبحاث الجارية

لتعزيز الاستثمار في تطوير المضادات الحيوية، أنشأت منظمة الصحة العالمية وشريكها في مبادرة الأدوية للأمراض المهملة DNDi، شراكة البحث والتطوير العالمية للمضادات الحيوية لتطوير علاجات مبتكرة.

كما تعمل وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة بشكل وثيق مع شركاء تمويل آخرين غير ربحيين مثل CARB-X لتسريع الأبحاث المضادة للبكتيريا.

ومن المبادرات الجديدة المهمة الأخرى التي تتشارك بها منظمة الصحة العالمية، صندوق عمل مقاومة مضادات الميكروبات، الذي تمّ إنشاؤه من قبل شركات الأدوية والمتبرعين وبنك الاستثمار الأوروبي. ويهدف الصندوق إلى تعزيز وتسريع تطوير المضادات الحيوية من خلال التمويل المشترك.