صحّة
23 شباط 2021, 09:10

منظمة الصحة العالمية: اللقاحات ستكون محدودة ويجب استخدامها بشكل استراتيجي

الأمم المتّحدة
رغم وجود فجوة لا تقل عن 22.9 مليار دولار في تمويل مبادرة "مسرّع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19" بالكامل هذا العام، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن التمويل ليس هو التحدي الأبرز، إذ يشكل عدم توفر اللقاحات عائقا كبيرًا.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن اللقاحات ستكون موردًا محدودًا في الوقت الحالي، ولبقية هذا العام، ولذا يجب استخدامها بشكل استراتيجي قدر الإمكان.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الاعتيادي لمنظمة الصحة العالمية الذي عُقد في جنيف يوم الاثنين، ويأتي بعد تعهُد زعماء العديد من دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي (يوم الجمعة) بتقديم 4.3 مليار دولار كتمويل جديد لدعم التوزيع العادل للقاحات والتشخيصات والعلاج لمرض كـوفيد-19.

وقال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن هذه الأموال تقرّبنا من هدف تطعيم العاملين الصحيين وكبار السن في جميع البلدان خلال الـ 100 يوم الأولى من العام، لكنّه أضاف يقول: "إذا لم تكن هناك لقاحات يمكن شراؤها، فلن يكون للمال أهمية".

 

تحديات.. ليست مالية

وأشار د. تيدروس إلى أن العديد من دول مجموعة السبع الكبرى التزمت بمشاركة الجرعات مع مرفق كوفاكس الذي يُعنى بالإتاحة العادلة للقاحات، لكن بعض البلدان ذات الدخل المرتفع تبرم عقودا مع مصنّعي اللقاحات تقوّض الصفقات التي أبرمها مرفق كوفاكس، وتقلل عدد الجرعات التي يمكن لكوفاكس شراؤها.

وقال: "حتى لو كانت لدينا الأموال، لا يمكننا تقديم اللقاحات إلى البلدان الفقيرة، إلا إذا تعاونت البلدان ذات الدخل المرتفع عبر احترام الصفقات التي أبرمها كوفاكس والصفقات الجديدة التي يقوم بها".

ومع وجود فجوة في تمويل مبادرة تـسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 بالكامل هذا العام، قال د. تيدروس: "هذا ليس عملا خيريا. ما لم نقضِ على الجائحة في كل مكان، لن نقضي عليها في أي مكان. وكلما طالت مدة تفشي الفيروس، زادت فرصة تغيّره بطرق قد تجعل اللقاحات أقل فعالية".

 

التوزيع العادل مصلحة جماعية

شدد مدير عام منظمة الصحة العالمية على أن من مصلحة جميع البلدان، بما في ذلك البلدان ذات الدخل المرتفع، ضمان أن يكون العاملون الصحيون وكبار السن وغيرهم من الفئات الأكثر عرضة للخطر، في مقدمة أولويات اللقاحات على مستوى العالم.

واستطرد قائلا: "لتحقيق ذلك، نحتاج إلى مزيد من التمويل، نحتاج إلى مشاركة البلدان الجرعات التي لديها على الفور، ونحتاج أن تعطي الشركات المصنعة الأولوية للعقود مع كوفاكس، ونحتاج إلى زيادة كبيرة في إنتاج اللقاحات".

 

اللقاحات "إنجاز غير مسبوق"

شارك في المؤتمر الصحفي د. أنثوني فاوتشي كبير المستشارين الصحيين للرئيس الأمريكي، الذي ركز على الجانب العلمي لتطوير اللقاحات، وقال في كلمته الافتراضية: "يسأل الناس عادة عن لقاح ضد فيروس ظهر في الأيام العشرة الأولى من كانون الثاني/يناير.. وبعدها بـ 11 شهرا فقط رأينا لقاحات توخز في أذرع الأفراد، هذا إنجاز غير مسبوق للغاية لشيء يستغرق أحيانا سنوات وتم إنجازه في أشهر".

وشدد على أن ذلك هو ثمرة الاستثمار الهائل في البحوث الأساسية والحيوية.

وتابع يقول: "بعد أن أوصلنا العلم إلى هنا، أمامنا تحدٍ كبير. والتحدي هو بوضوح أننا بحاجة لإنتاج اللقاحات وتوزيعها بشكل عادل، ليس فقط في الولايات المتحدة – إذ من الواضح أن على كل دولة رعاية مواطنيها – ولكن أيضا يجب ضمان التوزيع العادل للقاحات كما ذكر د. تيدروس .. هذه جائحة عالمية تتطلب استجابة عالمية".

وردّا على أسئلة الصحفيين بشأن أفضل طريقة لمساعدة الدول النامية خلال هذه الجائحة، قال د. فاوتشي إن الاستجابة لأي عدوى، ليس فقط كوفيد-19، ولكن أيضا لتفشيات مفروغ منها ستحصل أيضا في المستقبل، هو عبر مساعدة الدول على بناء قدرات مستدامة.

وقال: "أحد الأمور التي يمكن للدول المتقدمة أن تنتبه لها هي – بالطبع ليس في أسبوع أو أسبوعين، ولكن من أجل المستقبل وعلى المدى المتوسط - أن تساعد دولا مثل جنوب أفريقيا على تعزيز قدرتها على إنتاج لقاحاتها، كي تكون مستقلة وغير معتمدة على التبرعات من دول أخرى".

من جانبها، أشارت د. ماري آنجيلا سيماو، المديرة العامة المساعدة لإدارة إتاحة الأدوية واللقاحات والمستحضرات الصيدلانية في المنظمة، إلى أن الأمر استغرق وقتا طويلا مع مرض نقص المناعة البشرية/الإيدز، والكثير من الأشخاص توفوا دون داع. ومع كوفيد-19، لا يوجد هذا المتسع من الوقت ولا يمكن الانتظار 10 سنوات (كما حدث مع الإيدز) للوصول إلى الدول النامية.

ودعت إلى الاستفادة من التجارب السابقة: "توجد الآن آليات براءات اختراع الأدوية التي وضعت منذ 10 سنوات، وهي طريقة مجرّبة ومنصفة لضمان أن التراخيص ونقل التكنولوجيا يمكن أن يساعدا في زيادة الوصول إلى الأدوية لمرض نقص المناعة البشرية والملاريا والسل".

وقال د. تيدروس: "طوّر إدوارد جنر أول لقاح ضد الجدري، واستغرق القضاء على المرض 184 سنة. بالاقتران مع تدابير الصحة العامة المثبتة، تمنحنا اللقاحات الأدوات اللازمة للسيطرة على كوفيد-19".

 

الحساسية المفرطة

وردّا على سؤال يتعلق بمن لديهم حساسية من اللقاحات، رجّح د. فاوتشي أن تكون هذه التفاعلات ناتجة عن أحد المركبات المستخدمة في إنتاج اللقاح. وقال: "هذه تفاعلات ناتجة على الأرجح – لست متأكدا 100% - عن مركب بولي إثيلين غلايكول المستخدم في تحضير اللقاح. هذا غير مثبت بعد ولكنّه أمر نشك به ونعمل على محاولة معرفة نشأة التفاعلات والمتسبب بها".

وقال إن الخبراء ينصحون من لديهم حساسية مفرطة لمركّب معروف من اللقاح ألا يتلقوا اللقاح. أما الأفراد الآخرون الذين لديهم سجّل معروف بالحساسية "نشعر أن بإمكانهم ويجب أن يحصلوا على اللقاح".

وأشار إلى أنه في الولايات المتحدة، 4 إلى 5 أشخاص تطورت لديهم تفاعلات حساسية من بين مليون حصلوا على لقاح فايزر. و2 إلى 3 أشخاص من بين مليون حصلوا على لقاح موديرنا.

وينصح الأطباء الأشخاص الذين لديهم سجّل تفاعلات حساسية أن يبقوا في مكان تلقيهم اللقاح لمدة 30 دقيقة أخرى للتأكد من الإشراف الطبي عليهم إذا ما حدثت تفاعلات للقاح.