صحّة
15 حزيران 2022, 10:05

منظمة الصحة العالمية: التفشي العالمي لجدري القردة أمر مثير للقلق

الأمم المتّحدة
قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، يوم الثلاثاء إنه "من الواضح أن التفشي العالمي لجدري القردة أمر غير معتاد ومثير للقلق."

فحتى الآن، تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية بأكثر من 1,600 حالة مؤكدة، وحوالي 1,500 حالة مشتبه بها من جدري القردة من 39 دولة – بما في ذلك سبع دول حيث تم التحقق من وجود جدري القردة فيها منذ أعوام، و32 دول متأثرة حديثا بالمرض.

وفي المؤتمر الصحفي الاعتيادي من جنيف، قال د. تيدروس: "حتى الآن هذا العام، تم الإبلاغ عن 72 حالة وفاة في البلدان المتضررة في السابق. ولم يتم الإبلاغ عن أي وفيات حتى الآن من البلدان المتضررة حديثا." وتسعى المنظمة إلى التحقق من تقارير عن وجود وفيات مرتبطة بجدري القردة في البرازيل.

لهذا السبب، قرر د. تيدروس عقد اجتماع للجنة الطوارئ بموجب اللوائح الصحية الدولية، الأسبوع المقبل، لتقييم ما إذا كانت هذه الفاشية تمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا.

وتابع يقول: "كما تعمل منظمة الصحة العالمية مع شركاء وخبراء من جميع أنحاء العالم لتغيير اسم فيروس جدري القردة، وتكتلاته، والمرض الذي يسببه."

وسيتم الإعلان عن الأسماء الجديدة في أقرب وقت ممكن.

إرشادات حول استخدام اللقاحات

نشرت منظمة الصحة العالمية اليوم إرشادات مؤقتة حول استخدام لقاحات الجدري ضد جدري القردة، وشددت على أنها لا توصي بالتطعيم الأشمل ضد جدري القردة.

وفي حين من المتوقع أن توفر لقاحات الجدري بعض الحماية ضد جدري القردة، إلا أن هناك بيانات سريرية محدودة، وإمدادات محدودة من اللقاحات.

لكن، تؤيد منظمة الصحة العالمية أن يُتخذ أي قرار بشأن استخدام اللقاحات بمشاركة الأفراد المعرّضين للخطر ومقدّمي الرعاية الصحية، بناء على تقييم المخاطر والفوائد على أساس كل حالة بمفردها.

وقال د. تيدروس: "من الضروري أيضا أن تتوفر اللقاحات بشكل منصف حيثما دعت الحاجة." - وتحقيقا لهذه الغاية، تعمل منظمة الصحة العالمية بشكل وثيق مع الدول الأعضاء والشركاء لتطوير آلية للوصول العادل إلى اللقاحات والعلاجات.

وشدد د. تيدروس على أن هدف منظمة الصحة العالمية هو دعم البلدان لاحتواء المرض ووقف الفاشية بأدوات الصحة العامة المجرّبة والمختبرة، بما في ذلك الرصد، وتعقّب الاتصال وعزل المرضى المصابين.

كما أثار مسألة رفع مستوى الوعي بالمخاطر والإجراءات للحد من انتقال العدوى للفئات الأكثر عرضة للخطر، بما في ذلك الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، ومن هم على اتصال وثيق بهم.

انخفاض في حالات كوفيد-19

فيما يتعلق بجائحة كـوفيد-19، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الانخفاض العالمي في حالات الإصابة والوفيات التي تم الإبلاغ عنها مستمرا.

وقد انخفضت حالات الإصابة والوفيات المبلغ عنها الآن بأكثر من 90 في المائة من ذروتها في وقت سابق من هذا العام.

وعلى الرغم من ترحيبه بهذه الاتجاهات، قال د. تيدروس "تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية بأكثر من ثلاثة ملايين حالة الأسبوع الماضي – ولأن العديد من البلدان خفّضت من الرصد والاختبار، فإننا نعلم أن هذا الرقم لم يتم الإبلاغ عنه بشكل كافٍ."

وأشار إلى أنه تم الإبلاغ عن 8,737 حالة وفاة، وقال: "8,737 حالة وفاة هي حالات كثيرة. لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بالشعور بالخدر إزاء تلك الأرقام."

وشدد على أنه لا يوجد مستوى مقبول للوفيات من كوفيد-19، "عندما تكون لدينا الأدوات اللازمة للوقاية من هذا المرض، واكتشافه وعلاجه."

وأشار إلى أن "الكثير منا ممن يعيشون في البلدان ذات الدخل المرتفع يتمتعون بسهولة الوصول إلى هذه الأدوات، نحن نأخذ الأمر وكأنه من المسلّمات، ولكن بالنسبة لكثير من الأشخاص حول العالم، تظل هذه الأدوات سلعا نادرة."

الجفاف في أفريقيا يؤثر على الصحة

تطرق د. تيدروس إلى مسألة الجفاف في القرن الأفريقي، حيث دفع أسوأ جفاف منذ 40 عاما أكثر من 30 مليون شخص في ثمانية بلدان هي جيبوتي، إريتريا، إثيوبيا، الصومال، جنوب السودان، السودان، أوغندة- إلى انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وتركت العديد من العائلات منازلها بحثا عن الطعام والماء والمراعي. والآثار المترتبة على الصحة شديدة.

وتابع د. تيدروس يقول: "يمكن أن يكون لسوء التغذية تأثير طويل الأمد على الصحة، ويجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالأمراض." - والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد هم أكثر عرضة للوفاة بأمراض مثل الكوليرا والحصبة تسع مرات.

وقد صنّفت منظمة الصحة العالمية الآن هذه الأزمة على أنها حالة طوارئ من الدرجة الثالثة، وهو أعلى مستوى في نظامها الداخلي.

يقول د. تيدروس: "تعني حالة الطوارئ من الدرجة الثالثة أننا نقوم بتنسيق الاستجابة عبر جميع المستويات الثلاثة للمنظمة – المكاتب القطرية والمكاتب الإقليمية والمقر الرئيسي."

وشدد على أن الأولوية تُعطى لدعم البلدان من أجل مكافحة تفشي الأمراض، والتأكد من حصول الأشخاص على الخدمات الصحية الأساسية التي يحتاجون إليها.

اليوم العالمي للمتبرعين بالدم

اليوم هو اليوم العالمي للمتبرعين بالدم. وأكد د. تيدروس أن التبرع بالدعم يُعتبر شريان الحياة في حالات الطوارئ والكوارث والأزمات الإنسانية وبالنسبة للأشخاص الذين يحتاجون إلى عمليات نقل الدم بشكل منتظم.

وتابع يقول: "مع ذلك، في جميع أنحاء العالم، لا تستطيع العديد من المجتمعات الوصول إلى الدم المأمون. النساء والأطفال هم الأكثر عرضة للخطر. لذلك أرجوكم، تبرعوا بالدم إذا استطعتم، وتبرعوا به بانتظام."

يعتبر الدم من الموارد الأساسية للإدارة الفعّالة للنساء اللاتي يعانين من النزيف المرتبط بالحمل والولادة؛ والأطفال الذين يعانون من فقر الدم الحاد بسبب الملاريا وسوء التغذية؛ والمرضى الذين يعانون من اضطرابات الدم والنخاع العظمي واضطرابات الهيموغلوبين الوراثية وأمراض نقص المناعة وغيرها.

ويعتبر نقص الدم حادا بشكل خاص في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

لذلك، تؤكد منظمة الصحة العالمية أن هذا اليوم يمثل فرصة لدعوة الحكومات والسلطات الصحية الوطنية إلى اتخاذ إجراءات لتوفير الموارد الكافية لزيادة جمع الدم من المتبرعين به، وإدارة الوصول إلى الدم ونقله لأولئك الذين يحتاجون إليه.

مرض باركنسون

نشرت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق اليوم موجزا تقنيا جديدا عن مرض باركنسون.

وكشفت النقاب عن أنه على الصعيد العالمي، تتزايد الإعاقة والوفاة بسبب مرض باركنسون بشكل أسرع من أي اضطراب عصبي آخر، وقد تضاعف انتشار مرض باركنسون في السنوات الـ 25 الماضية.

وقال د. تيدروس: "يلّخص موجزنا الجديد العبء العالمي وفجوات العلاج، ويقدّم اعتبارات للسياسات والتنفيذ والبحث، لاسيّما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل."

ويحدد الموجز الإجراءات الرئيسية لواضعي السياسات ومقدمي الرعاية الصحية للوقاية من مرض باركنسون وعلاجه، وزيادة الوعي ودعم الأشخاص المصابين بالمرض ومقدمي الرعاية لهم.