منتدى حوار الإنجيليّة "رؤية ثقافية لبناء الإنسان"
أكّد القسّ أندريه زكي في كلمته أهمّيّة هذا اللقاء للمجتمع المصريّ في هذه المرحلة، وأوضح أنّ المبادرة الرئاسيّة لبناء الإنسان تعكس التزام الدولة بتطوير المواطن المصريّ على مختلف المستويات الثقافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة. وأضاف: "بناء الإنسان لا يعني فقط تحقيق التقدّم المادّيّ، بل يشمل أيضًا تعزيز القيم الإنسانيّة التي ترتكز على الحوار، والعيش المشترك".
شدّد القسّ أندريه زكي، في مداخلته، على أنّ هذا اللقاء يعكس رؤية الهيئة القبطيّة الإنجيليّة لدور الثقافة في بناء المجتمعات وتطوير الإنسان، مؤكّدًا أنّ "الهيئة تعمل بالتعاون مع الدولة على تفعيل الحوار بين مختلف شرائح المجتمع، ونجاح أي مشروع تنمويّ يعتمد، في الأساس، على بناء الإنسان ليكون واعيًا وقادرًا على المشاركة الفعّالة في بناء وطنه".
قدّمت سميرة لوقا، رئيسة قطاع أوّل الحوار بالهيئة القبطيّة الإنجيليّة، تعريفًا بجهود المنتدى على مدى السنوات الثلاث الماضية في مجال بناء الإنسان، وأبرز المبادرات والأنشطة التي قادها المنتدى لتعزيز التعايش والحوار في المجتمع.
جرت جلسة حواريّة أدارتها نيفين مسعد، أستاذة العلوم السياسيّة في جامعة القاهرة. ناقشت محاور متعدّدة حول الأدوار الجديدة والآليّات المقترحة لبناء الإنسان في ظلّ التحدّيات الحاليّة التي تواجه المجتمع المصريّ. وشارك في الحوار نخبة من المفكّرين وقادة الرأي.
من جانبه، قال الكاتب الصحفيّ أكرم القصّاص، رئيس مجلس إدارة جريدة اليوم السابع، إنّ الرؤية الثقافيّة وبناء الإنسان يتطلّبان القدرة على إدارة حوار في المجتمع. وأشار إلى أنّ العالم يعاني من الكثير من الانقسامات والصراعات، وأنّ الخلاف حول العديد من التصوّرات يشير إلى خطر حقيقيّ. وأكّد في مداخلته الحاجة الملحّة إلى إدارة حوار بنّاء بين الأجيال، بخاصّة في ظلّ الخلافات الحادّة حول موضوعات مثل الحرب والسلام.
وأوضح القصّاص أنّ التطوّر التكنولوجيّ المتسارع، وتزايد التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، جعلا من الضروريّ تعزيزَ القدرة على التفاهم والتعايش بين الفئات المختلفة. وأضاف: "التواصل الثقافيّ لا ينبغي أن يعتمد فقط على الحوارات السياسيّة أو الاقتصاديّة، بل يجب أن يبدأ من تعزيز قيم التعايش والاحترام المتبادل بين الأفراد".
واختتم القصّاص مداخلته بالتأكيد أنّ الرؤية الثقافيّة لبناء الإنسان تبدأ من فكرة التعايش المشترك والشراكة، واحترام الآراء المختلفة من دون تخوينٍ أو إرهابٍ فكريّ.
كما شهدت الجلسة مداخلات هامّة من المشاركين، الذين أكّدوا أهمّيّة التعاون بين المؤسّسات الثقافيّة والتعليميّة والإعلاميّة، مع التركيز على الدور الحيويّ للمجتمع المدنيّ في دعم هذا المسار.
يأتي هذا اللقاء كجزء من جهود منتدى حوار الثقافات لتعزيز التواصل الفكريّ وبناء جسور الحوار بين مختلف الفئات المجتمعيّة.