متفرّقات
08 نيسان 2021, 05:27

منتدى الشباب: الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى تحسينات ملموسة في مواجهة الظلم وسوء الإدارة

الأمم المتّحدة
قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش لمنتدى الشباب العاشر بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، يوم الأربعاء، إن القادة في جميع أنحاء العالم بحاجة إلى تجاوز الأفكار البالية حول الشباب، وتوفير مستقبل أفضل لهم جميعا.

ووصف التجمعَ المنعقد أمس عبر الإنترنت بأنّه "المنصة الأولى للأمم المتحدة" لمعالجة العديد من التحديات الملحة التي تواجه الشباب، بما في ذلك آثار كـوفيد-19، التي أدت، من بين أمور أخرى، إلى عدم حصول واحد من كل ثمانية شباب - غالبيتهم من الفتيات - على التعليم. كما أن واحدًا من كل ستة شباب بلا عمل فيما ترتفع مشاكل الصحة العقلية بسرعة.

قال السيد غوتيريش: "في هذا السياق، لا ينبغي أن نتفاجأ من أن الشباب عبر الإنترنت وفي الشوارع على حد سواء، عبروا عن نفاد صبرهم من وتيرة التغيير ... وإحباطهم من الظلم وسوء الإدارة"، مشددًا على ضرورة الاستماع إلى الشباب لإعادة بناء الثقة.

 

المضي قدمًا 

وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة على أن "التحسينات الملموسة" مطلوبة في التعليم والتوظيف وحماية البيئة والاتصال الرقمي - "من خلال تعافٍ عادل وشامل وأخضر ومستدام".

قال: "إن استراتيجية الشباب الأولى للأمم المتحدة على مستوى المنظومة، Youth2030، هي التزامنا بتعزيز عملنا مع الشباب ولأجلهم"، في إشارة إلى منصة المراقبة التابعة للأمم المتحدة حول كيفية استجابتها لاحتياجات الشباب في أزمة كوفيد وعملها في تحقيق أهـداف التنمية المستدامة.

وأوضح للمشاركين في الفعالية الافتراضية: "ومع ذلك، يجب القيام بالمزيد. نحن بحاجة إلى مواصلة إنارة الطريق بشأن القضايا الحاسمة، مثل العدالة العرقية والمساواة بين الجنسين. ونريد أن تساعدونا في تحقيق السلام مع الطبيعة وصياغة انتقال يأخذنا إلى ما وراء الوقود الأحفوري إلى عالم من الطاقة المتجددة وصافي الانبعاثات الصفرية".

 

ترجمة الأقوال إلى أفعال

وكشفت مبعوثة الأمم المتحدة للشباب، مؤلفة آخر تقرير مرحلي للشباب لعام 2030، جاياثما ويكراماناياكي، بحماس أن أكثر من 11,000 شاب من جميع أنحاء العالم قد التقوا افتراضيًّا للمشاركة في المنتدى، مما يجعله أكبر تجمّع للشباب في تاريخ الأمم المتحدة.

وأوضحت أنها فرصة للاحتفال "بمرونتهم ونشاطهم وإبداعهم وقيادتهم في بناء عالم أكثر استدامة وعدلاً وشمولاً للجميع، على النحو المتوخى في خطة التنمية المستدامة لعام 2030".

كما سلّطت الضوء على الأماكن التي يتخلّف فيها الشباب في أغلب الأحيان عن الركب، ويُستبعدون ويُهمشون.

قالت السيدة ويكراماناياكي: "نحتاج إلى أن نظهر للأجيال التي سبقتنا أن من منّا من جيل الألفية وجيل "زي" (Z) يترجمون الأفعال إلى أقوال عندما يتعلق الأمر بالشمولية والمساواة". وحثّت الجميع على "محاسبة صانعي القرار على أفعالهم" ودعت لتمثيل الشباب بشكل أكبر في مجال اتخاذ القرارات.

 

على مفترق طرق

وأشارت مبعوثة الشباب إلى أن أكثر من 1.8 مليار شاب يواجهون مشكلات "لم يواجهها أي جيل آخر"، بما في ذلك أزمة المناخ والصراعات وأنظمة عدم المساواة التي "تشكل تهديدًا لحياة الشباب ومستقبلهم".

"نحن على مفترق طرق. على الرغم من صعوبات العام الماضي، لدينا فرصة غير مسبوقة للتعافي بشكل أفضل معًا، وإعادة تصور الوضع الراهن وبناء وضع طبيعي جديد قائم على قيم العدالة والمساواة والتقاطع والاستدامة - مع الشباب في الصدارة".

 

مهام في متناول اليد

اعتبر رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي منير أكرم المنتدى بمثابة وقت للتفكير في عقد مليء بالأزمات والإنجازات.

لمواجهة التحديات، أكد الحاجة إلى هزيمة فيروس كورونا المسبّب لكوفيد-19 من خلال التطعيم العادل "للجميع، في كل مكان"، وأكّد أنّه يجب بذل الجهود للتعافي من الركود الناجم عن الجائحة و "إحياء آفاق" تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

وقال إن "عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية والعرقية وبين الجنسين أصبحت الآن متوطنة. يجب علينا هزيمة القوى المتصاعدة للعنصرية والتّطرّف والفاشيّة".

وأضاف "المستقبل لكم أيها الشباب. نحن بحاجة إلى طاقتكم، ومُثُلكم العليا، وجرأتكم، وخيالكم، وابتكاركم، لبناء هيكل نظام عالمي سلمي ومزدهر ومتساوٍ".

 

إفساح المجال للشباب

قال فولكان بوزكير، رئيس الجمعية العامة، إن الشباب تعرّضوا لضربة شديدة: "الشباب ليسوا مجموعة متجانسة" مناشدًا كلّ شاب أن يتحدث، ويتبادل خبراته ويعلي أصوات "الأقران الذين تمّ إسكاتهم".

قال السيد بوزكير: "نحن نمرّر الميكروفون إليكم. ولكن من مسؤوليتكم تمريره إلى الأصوات الأكثر ضعفًا" التي لم تصل بعد إلى الأمم المتحدة، لتعزيز الأبعاد الاقتصاديّة والاجتماعيّة والبيئيّة للتنمية المستدامة أثناء التعافي.

 

قوة الشباب

وقال رئيس الجمعية العامة "لا تشكّوا في قوتكم أبدًا"، واصفًا الشباب بـ "حلّالي المشكلات الذين سيجدون حلولًا للتحديات الوجوديّة التي ستواجهها البشرية في المستقبل".

وأضاف "أنتم المدافعون عن حقوق الإنسان المتساوية وغير القابلة للتصرّف والأساسية للجميع. أنتم حفظة السلام، الأوصياء على مـيثاق الأمم المتحدة".

وأكّد رئيس الجمعية العامّة أن الشباب سيشقّون "طريقًا إلى عام 2030 وما بعده"، مؤكدًا "أنّنا معكم في كلّ خطوة".