مقابلة مع رئيس المجلس البابوي لتعزيز الكرازة الجديدة بالإنجيل المطران فيزيكيلا
وللمناسبة أُجريت مقابلة مع رئيس المجلس الحبري المذكور المطران رينو فيزيكيلا الذي أشاد بالطريقة التي شاء من خلالها البابا فرنسيس إحياء الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للتوقيع على الدستور الرسولي المذكور، ولصدور كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية. وأكّد أنّه يتعيّن على هذا التعليم المسيحي ـ وعلى الرّغم من كونه إرثاً للكنيسة على مدى الألفيتين الماضيتين ـ أن يتطلّع إلى الأمام، وهذا يشمل أيضاً التحديات الكبيرة المطروحة أمامنا اليوم، لاسيما على الصعيدين الاجتماعي والثقافي. وفي ردّ على سؤال بشأن تشديد البابا على أهمية أن تتقدّم العقيدة وتتطور وتأكيده على ديناميكية كلمة الله قال المطران فيزيكيلا إنّ البابا لا يريد للكنيسة أن تحتفظ بوديعة الإيمان وتحميها من الفساد وحسب، إذ لا بد أن تكون وديعة الإيمان هذه واقعا حيّاً وديناميكيّاً.
وأشار المسؤول الفاتيكاني في هذا السياق إلى ما ورد في رسالة البابا فرنسيس العامة "كن مسبحاً" عندما شدّد على أهميّة التنبّه للخليقة والاعتناء بها. وقال فيزيكيلا إنّه يفكّر أيضاً بتعاليم البابا فرنسيس بشأن العائلة والتي جاءت في الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس الخاص بالعائلة، وهذا الأمر يُظهر قدرته على تحديد التحديات الموجودة اليوم في ثقافتنا ومجتمعنا في ما يتعلق بالزواج، والقدرة على مرافقة الأشخاص الذين يمرون بظروف صعبة جدّاً، وتتفاقم مشاكلهم يوما بعد يوم. ورأى رئيس المجلس البابوي لتعزيز الكرازة الجديدة بالإنجيل أنّ من بين التحديات التي تواجه الكنيسة الكاثوليكية في العالم المعاصر تحدي الحفاظ على التقليد حيّاً، بالتزامن مع السعي إلى نقل الإيمان إلى الأجيال الفتية في إطار تبدّل الثقافات والنماذج الثقافية الراهنة.
ولم تخلُ كلمات فيزيكيلا من الإشارة إلى موضوع عقوبة الإعدام والذي تناوله البابا فرنسيس بشكل مسهب في خطابه إلى المشاركين في اللّقاء، وذكّر سيادته بأنّ البابا الراحل يوحنا بولس الثاني شاء أن يتطرّق إلى هذه المسألة بالتزامن مع صدور كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، وهذا ما فعله من خلال رسالته العامة "إنجيل الحياة" وقد أظهر هذا الموقف تقدما في تعليم الكنيسة الكاثوليكية. وأشار فيزيكيلا أيضاً إلى مواقف البابا الفخري بندكتس السادس عشر بشأن عقوبة الموت التي شكّلت أيضاً خطوة إلى الأمام في هذا الاتّجاه. وذكّر سيادته بأنّ البابا فرنسيس، ومنذ السنوات الأولى لحبريّته، تطرّق إلى هذا الموضوع مؤكّداً أنّ القاتل لا يفقد كرامته البشرية، وختم مؤكّداً أنّ البابا برغوليو خطا خطوة إلى الأمام هو أيضاً عندما أكّد أنّ عقوبة الإعدام بحدّ ذاتها تتعارض مع الإنجيل.
وكان البابا فرنسيس قد دعا إلى التأكيد بقوة وحزم أنّ الحكم بالإعدام لهو إجراء غير إنساني يذلّ الكرامة البشرية بغض النظر عن الطريقة التي تُطبق فيها عقوبة الموت. وشدّد على أنّ هذه العقوبة بحد ذاتها تتعارض مع الإنجيل لأنه يُتخذ قرار عن سابق تصور وتصميم بشأن قتل حياة بشرية كانت وتبقى مقدسة في أعين الخالق، والله وحده يمكنه التصرف بها. وأكّد أنّ كل شخص يتمتع بكرامة بشرية لا يمكن المساس بها حتى القاتل، لأنّ الله هو أب ينتظر على الدوام عودة الابن الذي يعلم أنّه أخطأ وينوي أن يبدأ من جديد ويعيش حياة جديدة. كما لا يمكن أن يُحرم أي شخص من الحق في أن يتوب عن فعلته وينخرط مجدّداً في المجتمع.