دينيّة
31 كانون الثاني 2019, 14:00

مع دون بوسكو والصّليب.. خلاص!

ماريلين صليبي
"من أبى أن يتألّم مع المسيح على الأرض فلن يتمتّع معه في السّماء".. هي كلمات للقدّيس دون بوسكو يستذكرها المؤمنون اليوم في ذكرى عيد هذا القدّيس العظيم.

 

هو الذي، متى بلغ التّاسعة من عمره، حوّل طريق حياته إلى حيث الرّبّ يسوع والقدّيسين. دون بوسكو في كلامه المحيي هذا، أراد أن يحثّ أبناء الأرض الفانية على حمل الصّليب بفرح وقبول وإيمان.

في هذه المقولة، تضادّ واضح بالمفردات، فكلمة "يتألّم" تقابل  كلمة "يتمتّع"، ما يدفع بالقدّيس دون بوسكو إلى جعل المؤمن يلتمس الخلاص والرّجاء من خلال الألم والتّعب.

بحسب دون بوسكو، على الإنسان أن يعاني الأمرّين على هذه الدّنيا الأرضيّة. عليه أن يتحمّل صليبه برجاء قائلًا "لتكن مشيئتك" على الدّوام، عليه أن يبحث وسط نفق المشاكل المظلم عن بصيص أمل يعيد إحياء قلبه، لأنّ بهذا وحده يدخل الإنسان إلى بيت الرّبّ السّماويّ فيفرح ويتمتّع بالسّلام والخلاص الأبديّين.

الصّليب إذًا خشبة خلاص يتمسّك بها الخاطئ من أجل السّير صوب عرش السّماء، حيث الصّدّيقون والقدّيسون والأبرار.

الصّليب مفتاح الرّجاء الأبديّ الذي به يتّحد الإنسان بالإيمان، فيختبر وسط الحزن عزاءً ووسط البكاء فرحًا ووسط الضّيق انشراحًا.

الصّليب قوّة النّفس والجسد، دعا إليه دون بوسكو بإيمان، هو الذي عمل في سبيل الشّباب مكرّسًا حياته للرّبّ، وهو الذي تحتفل الكنيسة المارونيّة اليوم بعيده المبارك، فلنصلِّ من أجل أن تكون مسيرة دون بوسكو انطلاقة محيية لحياتنا المسيحيّة.