دينيّة
30 نيسان 2019, 13:00

مع المسيح.. لن يفوتك قطار الخلاص!

ماريلين صليبي
ينطوي اليوم شهر نيسان منذرًا بحلول خلَفه أيّار...

 

الشّتاء يترك السّاحة واسعة للرّبيع معاكسه اللّدود...

والفصح المجيد غادر بخفّة ليحلّ الشّهر المريميّ ضيفًا عزيزًا...

وعليه، اختُتمت اليوم ثلاثة فصول من كتاب الحياة، هي ثلاث نِعمٍ معطاة من الله إلى المؤمنين: الأيّام والطّقس والأعياد، لكن من دون أن تُختَتم الحياة والحيويّة والأمل والاستمراريّة؛ فنِعم الله لامتناهية، والختام يقترن بالبداية والنّعمة تتضاعف.

فمقابل غياب نيسان، أنزل الله أيّار، شهر الورود والبراعم والتّجدّد والخضار والفرح. ومقابل الشّتاء الذي ما انفكّ مطره يقبّل الأرض في الآونة الماضية، ظهر الرّبيع أخيرًا بحرارته وجماله وألوانه ونسمته. ومقابل انتهاء زمن الصّوم وأسبوع الآلام وأحد القيامة، ها هي العذراء تبشّر بحلول شهرها، شهر النّعم والصّلاة والإيمان والزّيارات المقدّسة.

إذًا، ومن هذا المنطلق الحياتيّ البسيط، تأمّلٌ بعظمة الله! الله الذي لا يترك المؤمن بدون معين ولا سند ولا سبب للتّشبّث بالرّجاء. الله يلحظ خطايانا الكثيرة ويجدّد في كلّ مرّة فرصة التّوبة والغفران والمجاهرة بالإيمان، وذلك من خلال إغداقنا بالأعياد المباركة والظّروف المحيية والنِّعم اللّامتناهية.

فالشّهر المريميّ المنتظر مناسبة لكي يعيد المؤمن النّظر بأسلوب حياته، وها هو الرّبّ يفتح بابًا جديدًا للعودة عن الخطيئة، فمن فاته قطار الخلاص خلال الصّوم والقيامة، قد يلاقيه اليوم في مرحلة إيمان مقبلة مع مريم.

حضور الرّبّ دائم في حياتنا وذلك يتجلّى من خلال أبسط الأمور، فالنِّعم التي ينثرها علينا لا تُعدّ والفرص التي يحثّنا فيها على التماس رحمته لا تُحصى، فهلمّوا نسمع صوته ونفهم أفعاله ونفتح باب الخلاص اليوم للسّير بحسب ما يرضي الرّبّ.