مطر في إختتام الدورة التدريبية لراعوية العمل الإجتماعي في جامعة الحكمة: عمل المحبة ملازم لعمل الخدمة
بعد النشيد الوطني، ألقت عريفة الإحتفال كوزيت غصين نخلة كلمة تحدثت فيها عن المشروع وعن "مفاعيله المتجددة بمبادرة من المركز الراعوي الأبرشي من خلال لجنة راعوية العمل الإجتماعي التي تأسست في المركز وبالتعاون مع كلية العلوم الكنسية في جامعة الحكمة التي حضنت هذه المبادرة للسنة الثانية على التوالي وترجمتها بدورة تدريبية ذات طابع أكاديمي جامعي امتدت من شهر كانون الأول ولغاية شهر حزيران 2017 على مدى 18 حصة متتالية".
وقالت: "هذا المشروع الذي جاء تلبية لنداء البابوات من يوحنا بولس الثاني إلى البابا فرنسيس للتبشير الجديد، هدفه الأول هو تحفيز العمل الإجتماعي لدى المؤمنين وتطوير مهارات العلمانيين العاملين في الحقل الإجتماعي في رعيتهم".
شلفون
ثم ألقى الخوري شلفون كلمة لفت فيها الى أن هذا المشروع الرعوي والجامعي "يهدف الى تجديد العمل الاجتماعي في حياة المؤمنين، وتطوير مهارات العلمانيين في الحقل الاجتماعي ولا سيما في رعاياهم، والى التوعية على أهمية الشهادة المسيحية، من أجل إدراج العمل الاجتماعي في سياق التبشير الجديد".
عساف
وألقى المونسنيور عساف كلمة عن العمل الراعوي وعن الخدمة في الرعايا وتنشئة من يحبون الخدمة، وقال: "نقرأ في إنجيل الأحد القادم، أن الرب "يسوع دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا يطردون به الأرواح النجسة ويشفون الشعب من كل مرض وكل علة"، ثم يورد الإنجيل أسماء هؤلاء المدعوين الذين قامت عليهم شهادة الكنيسة. ونحن بعد قليل سنقرأ بفرح أسماء تلاميذ جدد، اختارتهم الكنيسة وعملت على تنشئتهم، وحين يدعوهم صاحب السيادة ليسلمهم شهاداتهم إنما يشير بها إلى الثقة التي تمنحها الكنيسة لهم لكي يمضوا ويعملوا في ملكوت الله. مجالات العمل واسعة ومتنوعة، لكنكم اخترتم الالتزام حيث يتوجع الناس، بسبب الفقر أو المرض أو الوحدة والعزلة، أو بسبب كل هذه مجتمعة. إنه قرار صعب أن تكونوا قرب المتألمين من أبناء الله، فهذا يحتاج إلى حياة روحية عميقة، تتغذون منها يوميا، وإلا ثقل عليكم الصليب وأسقطكم. أن تقفوا إلى جانبهم، تسمعوهم يشرحون معاناتهم الخارجية بسبب الظروف والداخلية بسبب التساؤلات الوجودية والإيمانية. وأنتم تحلمون هذه الأسئلة في ضمائركم وفي أجسادكم. لن يمكنكم أن تعطوا الأجوبة السهلة والفارغة، ولا أن ترفعوا الشعارات التي تزيد من أوهانهم وأوهمامهم. ولا يسعكم ان تكون محبتكم عابرة وإلا أصبحت كذبة، لذلك ستسمحون لوجعهم أن يمسكم، وأحيانا أن يسكن فيكم. ولكن في كل هذا يكفيكم أنكم أنتم الجواب الذي يقدمه الرب لهم".
اضاف: "إن نوعا من الأرواح الشريرة التي يتكلم عنها الإنجيل، هي الأفكار السوداء التي تنزع الإيمان وتسود عيشة الناس المتألمين، الصغار".
وتابع: "إن الإيمان درجتان. في الأولى يفهم الإنسان أنه يمكنه أن يتكل على الله فلا يخاف، أما حين ينضج فيه الإيمان، ويبلغ إلى الدرجة الثانية، فيقول لله: يمكنك يا رب أنت أن تتكل علي. ها أنا حاضر في قلب العالم، باسمك، جسمي هو جسمك، وفكري مشبع بكلمتك وقلبي جعلته مثل قلبك، أرسلني، إلى أي مكان تريد أن تكون فيه".
كلمة المتخرجات
وألقت داني إغناطيوس كلمة المتخرجات فقالت: "كل ما فعلتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار فلي فعلتموه" متى 25: 40. يسوع العامل الإجتماعي الأول، بشر، شفا، خدم... لم يعلمنا شيئا لم يطبق هو في حياته. مسؤوليتنا كبيرة، لأننا إخوته، وهو دعانا لنتشبه به".
كلمة المتخرجين
وألقى بيار كرم كلمة المتخرجين فقال: "تعالوا إلي أيها المتعبون وثقيلو الاحمال وأنا أريحكم. هذا ما يدعونا الى أن يتحول فينا الحال بفعل الروح القدس، فيحولنا خبزا طيبا على موائد الفقراء والعطاش والمتألمين وما أكثرهم في عالمنا".
أضاف: "لكي نكون أكثر فاعلية لنمو الكنيسة والمجتمع علينا التتلمذ المستمر لمعلم واحد يسوع المسيح. ولمعالجة التحديات التي تواجه كنيستنا يجب علينا التتلمذ الأكاديمي المرتكز على قيم الإنجيل والهمة الرسولية الخادمة".
المطران مطر
وقبيل تسليمه الشهادات مع رئيس المركز الراعوي في أبرشية بيروت ورئيس جامعة الحكمة وكهنة الرعايا، ألقى المطران مطر كلمة هنأ فيها المنظمين والمشاركين في الدورة التدريبية، وقال: "كلنا فرح في هذا اللقاء الجميل لتوزيع الشهادات لمندوبي الرعايا للسنة الثانية، فيتخرجون من الجامعة للعمل الإجتماعي. ما أروع الأخوة في الكتاب المقدس نحن نعمل من أجلها، لأن الدنيا أم وأخ، على الرغم من أن قايين قتل هابيل، لأن الشر ظهر، المسيح أراد رد الأخوة، إنطلاقا من أبوة الآب علينا كلنا، ومن أخوتنا ليسوع المسيح الذي ثبت الأخوة بمحبته وأطلق روحه القدوس، روح الحب ليجمع الأخوة. وكان جواب قايين للرب بعدما قتل أخاه، ألعلني حرس لأخي؟ كان جواب قايين خطأ. نحن يجب أن نكون حراسا محبين لإخوتنا، لأن جواب المسيح، أنت حارس لأخيك. عمل المحبة هو ملازم لعمل الخدمة، خدمة الكلمة ونشر كلمة الله. الخدمة التعليمية وخدمة المحبة تتلازمان ويعطيان الفرح. البابا تحدث عن فرح الإنجيل وعن فرح الحب والبابا بنديكتوس تحدث عن فرح الخدمة".
أضاف: "نشكر المونسنيور أنطوان عساف الذي عرض علينا فكرة لإطلاق راعوية العمل الإجتماعي، المنظم والمسؤول. كلنا نحب أن نخدم ولكن علينا أن نعلم، كيف تكون الخدمة ومنطلقاتها الروحية والإلهية. نحن نخدم كل الناس، باسم محبة يسوع المسيح. العمل الراعوي يكون بإشراف كاهن الرعية الذي يحيط به مجلس راعوي، ويقومون بالخدمة المنظمة والمسؤولة من أجل الوصول إلى كل إنسان محتاج في الرعايا والأبرشية والكنيسة. أهنىء المركز الراعوي في الأبرشية وجامعة الحكمة اللذين يتعاونان من أجل نجاح العمل الإجتماعي".
وقال مطر: "رئاستي لكاريتاس لبنان علمتني الكثير. أنا أستاذ فلسفة وعشت في إدارة المدارس مدة 21 سنة، طبعا في هذه المرحلة كنت أشعر بفقر الناس وحاجاتهم، وأنا إبن ضيعة متوسطة الأحوال. ولكن كاريتاس علمتني أشياء جديدة على الأرض. كاريتاس ألمانيا توظف للخدمة الإجتماعية 400 ألف شخص، مسجلين والدولة الألمانية هي التي تدفع رواتبهم. فالدولة الألمانية دولة متطورة تؤمن بالعمل الإجتماعي وبالمجتمع المدني.
ونحن في أبرشية بيروت نعزز العمل الإجتماعي من خلال التنظيم والتدريب لتكون فعاليته أكثر. ونشكر ربنا على كل القدرات التي لدينا لنكون كلنا من رسل المسيح، أكنا كهنة أم علمانيين، نحن شعب الله الواحد".
المعلوف
وفي ختام الإختفال، ألقت المعلوف كلمة شكرت فيها "المندوبين الذين شاركوا في الدورة التدريبية بإلتزام وجدية كبيرة ولكل الأساتذة الذين أغنونا من خبرتهم وهم: المونسنيور أنطوان عساف، الخوري يوحنا مارون الحلو، الدكتور جورج ملكي، الأستاذ ميلاد أبو جودة، السيدة كوزيت نخلة".
وأعلنت أنه "بعدما تم الإتفاق مع رئيس جامعة الحكمة الخوري خليل شلفون وعميد كلية العلوم الكنسية الخوري طانيوس خليل، أصبح إختصاص العمل الراعوي الإجتماعي ديبلوما رسميا في كلية اللاهوت وأن المجال مفتوح للطلاب للتسجيل بدءا من العام الجامعي الجديد".
وأخيرا، تم عرض وثائقي أوجز مراحل المشروع والدورة التدريبية للعام 2017.
