مصر تؤكّد وحدة أبنائها خلال افتتاح أكبر كاتدرائيّة في الشّرق الأوسط وأحد أكبر مساجد العالم
وحضر الاحتفالين الرّئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس، وعدد من رجال الدّولة وأعضاء المجمع المقدّس وأحبار الكنيسة، في مقدّمتهم بطريرك الأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق، ووفد من أبناء الأزهر الشّريف على رأسهم شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطّيّب.
في كلمته، أكّد السّيسيّ على أهمّيّة هذه اللّحظة في التّاريخ المصريّ، وعلى وحدة المصريّين، فـ"المصريّون غرسوا شجرة المحبّة، ويجب أن نحافظ عليها ونعتني بها، وثمارها تخرج من مصر للعالم كلّه"، موجّهًا "كلّ التّحيّة والاحترام لأرواح شهدائنا المصريّين... كلّ المصريّين".
في حين أكّد شيخ الأزهر على أنّه "إذا كان الشّرع يكلّف المسلمين بحماية المساجد فإنّه وبالقدر ذاته يكلّف المسلمين بحماية الكنائس... فهم يتقدّمون في حماية الكنائس على إخوتهم المسيحيّين"، وفق ما ذكرت "فرانس برس".
أمّا بابا الأقباط، فكانت له عظة خلال احتفاله بقدّاس الميلاد، لفت فيها بحسب "الأقباط متّحدون"، إلى جوع الإنسان للحبّ منذ سقوطه في الخطيئة، إذ عاش في دوّامات من العنف والجريمة، وابتعد عن المحبّة والسّلام والفرح، وفقد الإنسانيّة الّتي تجعله كائنًا حسب قصد الله. إلّا أنّه أكّد على ولادة المحبّة مع تجسّد المسيح، وأنّ رسالة الميلاد هي بالتّالي "الحبّ"، داعيًا كلّ إنسان أن يشبع من هذا الحبّ الإلهيّ.
هذا وأكّد البابا تواضروس على أنّ الكنيسة تصلّي من أجل الشّهداء والمصابين، ومن أجل أن يحفظ الله مصر.
تخلّل القدّاس رسائل تهنئة مصوّرة من رؤساء الكنائس المسيحيّة في مختلف أنحاء العالم، أبرزها من البابا فرنسيس، والبطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي، وبطريرك الرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ، بطريرك الكنيسة الإثيوبّيّة متياس الأوّل.
يُذكر أنّ الكاتدرائيّة شُيّدت على مساحة 4.14 فدّان، 30% من مساحة الأرض مبانٍ، وتتكوّن من كنيستين كُبرى وصُغرى، وقاعة للمناسبات وقاعتين فرعيّتين، وغرف للعماد واستراحة وغرفة للمراقبة