الفاتيكان
07 كانون الثاني 2025, 07:30

مرّة جديدة الشّرق في صلاة البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
"يسرّني أن أوجّه أطيب تمنّياتي إلى الجماعات الكنسيّة في الشّرق الّتي تحتفل غدًا بعيد الميلاد المجيد. وأؤكّد بشكل خاصّ صلاتي من أجل الجماعات الّتي تعاني بسبب النّزاعات الدّائرة. ليحمل يسوع، أمير السّلام، السّلام والطّمأنينة للجميع! ولا ننسَينَّ أن نصلّي من أجل السّلام في أوكرانيا المعذّبة، وفلسطين، وإسرائيل، وجميع البلدان الّتي تعيش في حالة الحرب، وكذلك في ميانمار".

هكذا اختتم البابا فرنسيس تحيّاته أمس بعد صلاة التّبشير الملائكيّ لمناسبة عيذ الظّهور الإلهيّ، موجّهًا نظره نحو الشّرق مرّة أخرى، مصلّيًا من أجل السّلام. كما وجّه البابا أفكاره نحو الأطفال والفتيان المرسلين في العالم في اليوم العالميّ الإرساليّ للأطفال الّذي يحمل هذا العام شعار: "اذهبوا وادعوا الجميع إلى العيد"، مشجّعًا إيّاهم على التزامهم بالصّلاة والتّضامن لصالح أقرانهم في القارّات الأخرى.

وكان البابا قد تلا كلمة روحيّة من وحي العيد، قبيل الصّلاة، قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز":  

"تحتفل الكنيسة اليوم بظهور يسوع، ويركّز الإنجيل على المجوس الّذين، بعد رحلة طويلة، وصلوا إلى أورشليم لكي يسجدوا ليسوع.  

إذا تأمّلنا في الحدث، نجد أمرًا غريبًا بعض الشّيء: بينما يصل هؤلاء الحكماء من بلاد بعيدة ليجدوا يسوع، فإنّ الّذين هم قريبون منه لا يقومون بخطوة واحدة نحو مغارة بيت لحم. فالمجوس، الّذين اجتذبهم النّجم وأرشدهم، قد بذلوا أموالًا كثيرة، وكرّسوا وقتهم، وواجهوا المخاطر والشّكوك الّتي كانت سائدة في ذلك الزّمان، ومع ذلك، تخطّوا جميع الصعوبات لكي يصلوا إلى رؤية المسيح الملك، لأنّهم يعرفون أنّ شيئًا فريدًا يحدث في تاريخ البشريّة ولا يريدون أن يفوّتوا هذا الموعد العظيم.

أمّا الّذين يعيشون في أورشليم، والّذين كان ينبغي أن يكونوا الأسعد والأكثر استعدادًا للذّهاب إلى لقائه، فقد بقوا جالسين بلا حراك. إنَّ الكهنة واللّاهوتّيون قد فسّروا الكتب المقدّسة بشكل صحيح، وقدّموا للمجوس إرشادات حول المكان الّذي سيجدون فيه المسيح، ولكنّهم لم يتحرّكوا من "مقاعدهم". كانوا مكتفين بما لديهم، ولم ينطلقوا في البحث، ولم يعتقدوا أنّه يستحقّ العناء أن يخرجوا من أورشليم.

هذا الأمر، أيّها الإخوة والأخوات، يدعونا إلى التّفكير، لا بل يستفزّنا بطريقة ما، لأنّه يولِّد فينا السّؤال: نحن اليوم، إلى أيّ فئة ننتمي؟ هل نحن أشبه بالرّعاة، الّذين انطلقوا مسرعين إلى المغارة في اللّيلة نفسها، وبالمجوس الّذين انطلقوا بثقة يبحثون عن ابن الله المتجسّد؟ أم أنّنا أشبه بالّذين على الرّغم من كونهم قريبين جسديًّا من يسوع، إلّا أنّهم لم يفتحوا له أبواب قلوبهم وحياتهم، وبقوا منغلقين غير مبالين بحضوره؟

وفقًا لإحدى القصص، وصل ملكٌ مجوسٍ رابعٌ متأخّرًا إلى أورشليم، تحديدًا أثناء صلب يسوع. إنّها قصّة جميلة، وليست تاريخيّة، لكنّها قصة رائعة. لقد تأخّر في الطّريق لأنّه كان يساعد المحتاجين، مُقدِّمًا لهم الهدايا الثّمينة الّتي كان قد حملها للمسيح. وفي النّهاية، جاء إليه شيخٌ وقال له: "الحقّ أقول لك، كلّ ما فعلته لواحدٍ من إخوتنا، فقد فعلته لي". إنّ الرّبّ يفعل كلّ ما فعلناه نحن للآخرين."

وإختتم كلمته مصلّيًا: "لنطلب من العذراء مريم أن تساعدنا، لكي، وإذ نتشبّه بالرّعاة والمجوس، نعرف كيف نرى يسوع قريبًا منّا، في الإفخارستيّا، وفي الفقير، وفي المتروك، وفي الأخ والأخت".