مراقب الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة يلقي مداخلة بشأن أوضاع المهاجرين واللاجئين
"انّ الفرصة متاحة اليوم أمامنا للتعبير عن تضامننا مع ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، اقتُلعوا من أرضهم ويواجهون محناً كبيرة. ومن هذا المنطلق لا بد أن تعمل الجماعة الدوليّة على تبنّي حلول طويلة الأمد تأخذ في عين الاعتبار الأسباب الكامنة وراء هذه الظواهر، مع السّعي إلى مساعدة بلدان الأصل والعبور والوجهة على التعامل مع هؤلاء الأشخاص بطريقة تحترم كرامتهم البشريّة والسيادة الوطنيّة لتلك الدول. ونتذكّر في هذا السّياق، مواقف البابا فرنسيس حيال هذه الظّاهرة،بخاصّة ما ورد في رسالته لمناسبة اليوم العالمي الرّابع بعد المائة للمهاجر واللاجئ، والذي احتُفل به في الرّابع عشر من كانون الثاني يناير الماضي، بحيث سلّط البابا الضّوء على أهميّة التّضامن مع كل شخص أُرغم على ترك بيته بحثاً عن مستقبل أفضل، وينبغي أن يتمّ التّعبير عن هذا التّضامن خلال جميع مراحل الهجرة واللّجوء. وتوقّف فرنسيس في رسالته عند أربع كلمات أساسيّة في هذا السّياق ألا وهي: التّرحيب، الحماية، التّعزيز والاندماج.
كما يجدر بنا الإشارة إلى الدّور الواجب أن تلعبه في هذا السياق المؤسّسات والمنظّمات الدينيّة المدعوّة إلى توفير الضّيافة والرّعاية لهؤلاء المهاجرين واللاجئين والدّفاع عن حقوقهم وكرامتهم وتوفير التّعليم لهم، بشكل يُغني هؤلاء والمجتمعات المضيفة على حدّ سواء من خلال التّبادل الثّقافي. ويكتسب دور تلك المؤسّسات أهميّة كبرى نظراً للثّقة التي يضعها العديد من المهاجرين في مؤسّساتهم الدّينيّة التي ينبغي أن تنطلق من مبدأ التّأكيد على الكرامة البشريّة لجميع الناس، وتقديم هذا المبدأ على المبادئ الأخرى. وانّ أبرز المؤسّسات الخيريّة التابعة للكنيسة الكاثوليكيّة وباقي الكنائس تلعب دوراً بالغ الأهميّة بالنسبة للدّول المضيفة، كما هي الحال في الولايات المتّحدة على سبيل المثال. في الختام، يجب أن لا ننسى الدّعوة التي وجّهها البابا فرنسيس إلى مختلف الأطراف السّياسيّة والاجتماعيّة المعنيّة بهذا الملفّ والنّاشطة في العمليّة التي ستقود إلى الاتّفاقين العالميين المذكورين؛ من هنا ضرورة العمل معاً لاظهار هذا التّضامن الذي يستحقّه المهاجرون واللاجئون."