كيف كان لقاء البابا لاون الرّابع عشر بفقراء ألبانو؟
وشدّد في عظته على أنّنا "كنيسة الرّبّ، كنيسة الفقراء، حيث كلّ واحد هو ثمين وعطيّة للآخرين"، حاثًّا على هدم الجدران، قائلًا بحسب "فاتيكان نيوز": "لا نتركنّ الرّبّ خارج كنائسنا وبيوتنا وحياتنا بل لنجعله يدخل في الفقراء، وهكذا فسنكون في سلام أيضًا مع فقرنا الّذي نخشاه وننكره حين نبحث بأيّ ثمن عن الهدوء والأمان".
ظهرًا، وقبل تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ في ساحة الحرّيّة في كاستيل غاندولفو صلاة التّبشير الملائكيّ، ذكّر البابا بأنّ "الخير لا يجد دائمًا ردًّا إيجابيًّا، بل يحدث أحيانًا، ونظرًا لأنّ جمال الخير يزعج مَن لا يقبلونه، أن يواجه مَن يفعل الخير معارضة قويّة وصولًا إلى التّعرّض إلى التّعسّف والظّلمّ. وتحدّث عن أنّ "التّصرّف بالحقّ له تكلفة لأنّ هناك في العالم مَن يختار الكذب وأنّ الشّيطان غالبًا ما يستغلّ هذا لإعاقة أفعال الصّالحين. إلّا أنّ يسوع، يدعونا، وذلك بمعونته، إلى عدم الاستسلام وإلى عدم التّجانس مع هذه العقليّة، بل إلى مواصلة العمل من أجل خيرنا وخير الآخرين وحتّى خير مَن يجعلنا نتألّم، إنّه يدعونا إلى عدم الرّدّ على العنف بالانتقام، بل إلى البقاء أمناء للحقيقة في المحبّة".
وإختتم الأب الأقدس داعيًا أنّ "نطلب معًا من مريم سلطانة الشّهداء أن تساعدنا على أن نكون في أيّة ظروف شهودًا أمناء وشجعانًا لابنها، وأن نساند الأخوة والأخوات الّذين يعانون اليوم من أجل الإيمان."
وعقب تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ، أكّد البابا قربه من سكّان باكستان وبالهند ونيبال الّذين تعرّضوا لفيضانات عنيفة، كما وأكّد صلاته من أجل الضّحايا وعائلاتهم وجميع المتألّمين جرّاء هذه الكارثة. هذا وصلّى كي تصل إلى نتائج الجهود السّاعية إلى إنهاء الحروب وتعزيز السّلام، وشدّد على ضرورة أن يكون دائمًا في المركز الأوّل خلال المباحثات الخير العامّ للشّعوب.
عقب القدّاس وصلاة التّبشير، تناول البابا وجبة الغداء مع مجموعة من الفقراء وذلك في حدائق الفيلّات البابويّة في كاستيل غاندولفو. ووجّه إليهم قبل الغداء كلمة قصيرة شكر فيها كاريتاس أبرشيّة البانو على الاستقبال وعلى فرصة التّقاسم هذه، لافتًا إلى أنّ "في مكان بمثل هذا الجمال يُذكِّرنا بجمال الطّبيعة، الخليقة، كما ويُذكرنا أيضًا بأنّ المخلوق الأجمل هو ذلك الّذي خُلق على صورة الله ومثاله، أيّ نحن جميعًا. ومن هذا المنظور فإنّ كلّ واحد منّا يُمثّل صورة الله"، مشدّدًا على أهمّيّة "أن نتذكّر دائمًا أنّنا نجد حضور الله هذا في كلٍّ منّا، وهكذا فإنّ وجودنا معًا اليوم يعني العيش مع الله في هذه الشّركة، في هذه الأخوّة."