محبّة الأعداء عند القدّيس سلوان الآثوسيّ (2)
الإصرار على الصلاة والتواضع والتوبة يُظهِر لنا أنْ، على الرغم من أنّ القدّيس سلوان أدرك الدور الحاسم الذي يلعبه عمل النعمة في اكتساب محبّة الأعداء، إلّا أّنه لم يهمل الدور الذي تلعبه الجهود التي يجب أن نبذل. لقد كان سلوان مدركًا تمامًا أهمّيّة عملنا المبادر، فقال:"أرجوك، حاول أن تجبر قلبك في البداية على محبّة أعدائك". "إنّ الربّ سيساعدك في كلّ شيء إذا رأى حُسْن نيّتك". "أستطيع كلّ شيء في المسيح الذي يقوّيني"(فيلبي 4: 13).
في ما يلي قائمة من ستٍّ وعشرين خطوة خلاصة تعليم القدّيس سلوان عن محبّة الأعداء:
-1 الخطوة الأولى هي ألّا تكون الأوّل في إحداث الضرر (عن القدّيس يوحنّا ذهبيّ الفم).
-2 الخطوة الثانية هي عدم الانتقام بنفس القدر الذي عانيت منه.
3-الخطوة الثالثة هي عدم الانتقام على الإطلاق، بل ترك ذلك لله، كما قال الرسول بولس: "لا تجازوا أحدًا شرًّا بشرّ" (رو 12: 17) ويعطي القدّيس إسحق السوريّ النصيحة عينها: "دع نفسك تُضطهَد، لكن لا تضطهِد. دع نفسك تُصلَب، لكن لا تصلِب. دع نفسك تُشتَم، لكن لا تُهين".
4-الخطوة الرابعة هي عدم المقاومة، وقد نصحَنا المسيح بهذا الموقف: "ولكن أقول لكم: لا تقاوموا الشرّ"(متّى 5: 39).
5-الخطوة الخامسة هي أن لا نغضب ممّا يفعله أعداؤنا بنا بل أن نتحمّل، وأن نتحلّى بالصبر، وأن نتحمّل ما نعانيه كلّه، متّبعين مثال الرسول وحثّه:"مضطهَدون فنحتمل ذلك"(1كو 4: 12).
6-الخطوة السادسة هي عدم الانزعاج الداخليّ من الإهانات والإساءة والتجارب والضيقات.
7-الخطوة السابعة هي أن ننظر إلى الإساءات كهديّة، وأن نفرح بها، وأن نشكر الله عليها. من بلغ هذه الخطوة يفهم معنى كلمات المسيح هذه: "طوبى لكم إذا عيّروكم وطردوكم وقالوا عليكم كلّ كلمة شرّيرة من أجلي كاذبين"(متّى 5: 11). يكتب القدّيس يوحنّا الغزّيّ: "إذا كنّا عادلين، فإنّ المحنة التي أرسلها إلينا [أعداؤنا] هي من أجل تقدّمنا، وإذا كنّا غير عادلين، فهي من أجل غفران الخطايا وتحسيننا؛ إنّها أيضًا تمرين ودرس في التحمّل".
-8 الخطوة الثامنة هي أن نتطوّع بتحمّل الإساءات.هذا الموقف ينصح به المسيح ويسجّله لنا الإنجيل: "من ضربك على خدّك الأيمن فحوّل له الآخر أيضًا" (متّى 5: 39).
-9 الخطوة التاسعة هي الرغبة في المعاناة أكثر ممّا يُطلب من المرء أن يتحمّله.
-10 الخطوة العاشرة هي عدم الشعور بالكراهية تجاه أولئك الذين يعاملوننا بشكل سيّئ.
-11 الخطوة الحادية عشرة هي ألّا نشعر بالضغينة أو الغضب أوالاستياء تجاه أعدائنا. كتب القدّيس يوحنّا السلّمي: "المحبّة هي أوّلًا رفض كلّ فكر عداوة، لأنّ المحبّة لا تفكّر في الشرّ"(1كو 13: 5).
-12 الخطوة الثانيةعشرة هي عدم اتّهام أعدائنا، وعدم انتقادهم، وعدم التحدّث عنهم بسوء، أو حتّى الكشف عن الأذى الذي أحدثوه بنا.
-13 الخطوة الثالثة عشرة هي عدم احتقارهم.
-14 الخطوة الرابعة عشرة هي عدم الشعور بأي أثر للنفور أو الاشمئزاز تجاههم... (تتمّة)