محاضرة للأخت مارانا سعد في حاضرة الفاتيكان عن الموسيقى المقدّسة وبركة خاصّة من قداسة البابا فرنسيس
المؤتمر الدولي المتمحور حول:
"الموسيقى والكنيسة : العبادة والثقافة"
بعد مرور 50 عاما على "Musicam Sacrum" الذي عقد في روما، في مركز المؤتمرات Augustinianum من 2 ولغاية 4 مارس 2017. حضر المؤتمر كرادلة وأساقفة وممثلين عن المجالس الأسقفية والجماعات الدينية، والموسيقيين، والقيمين على الموسيقى الليتورجية للكنائس وللجمعيات والحركات الروحية والراعوية. وكان عدد المؤتمرين_المحاضرين حوالي 14 شخصية موسيقية متخصصة من دول عدّة.
كان للبنان ، وللكنيسة المارونية بشكل خاص ، "حصّة الأسد" بانتقاء الأخت مارانا سعد مديرة معهد وجوقة القديسة رفقا (أكبر جوقة كنسية في لبنان والشرق) لتكون من بين المؤتمرين المحاضرين في هذا المؤتمر العالمي الذي ضمّ ممثلين عن أكثر من 140 دولة ؛ اجتمعوا كلهم من مختلف الكنائس والليتورجيات والطقوس مؤكدين على دور الموسيقى المقدسة والروحية ومدى فاعليتها في قلب رسالة الأنجلة الجديدة والبشارة وخدمة الأسرار والإحتفالات الروحية والتقويات .
وأبرز ما جاء في محاضرة الأخت مارانا، وإنطلاقاً من عنوان مداخلتها: "موسيقى جديدة لجماعات جديدة"، هو الإنطلاق بالتعريف عن غنى وعمق التراث السرياني الإنطاكي الماروني بتعزيز الخدمات الليتورجية وتمكينه من سكب روحانية عميقة تساهم بخدمة الكنيسة في أسرارها وكل احتفالاتها الزمنية_الروحية .
وإنطلاقاً بالتمسك بهذا التراث الغني الأصيل وألحانه المفعمة ببساطة روح النسّاك والقديسين العميقة، إنطلقت الأخت مارانا لتشرح مدى انفتاح الكنيسة المارونية، على كل أنواع الموسيقى الروحية الغربية والجديدة، دون التخلي عن المحافظة على هوية الليتورجيا المارونية الأصيلة. وذلك بحسب دراسة عميقة أعدّتها للمؤتمر خصيصاً تشرح فيها خصائص كل أنواع الموسيقى المعاصرة التي دخلت عالمنا المشرقي ونالت استحساناً من الأجيال الجديدة وكيف لعبت الكنيسة الفاعل بالتحصين والتحسين عبر معاهد الموسيقى المقدسة والجوقات الكنسية المعروفة بأصالتها، وهي كثيرة وغنية في لبنان.
كما وشددت على أهمية ودور المعاهد وتقنية إدارة الجوقات، للإنتقال بحرفية عالية من النظريات إلى التطبيق، معتبرة أن للتنشئة المستدامة دورها الفاعل لإحاطة كل الأذواق حتى في الألحان الروحية المقدسة لتطال بهدف ترنيمها كل شرائح المؤمنين وأعمارهم وأذواقهم بحيث أن الموسيقى الكنسية الروحية ليست حكراً على الجوقات والمرنمين وإنما تطال كل شعب الله المؤمن والمُصلي وتهدف للمشاركة الشاملة الجماعية.
اختتم المؤتمر بلقاء كل المشاركين بقداسة البابا الذي صافح فيه الجميع يداً بيد بفرح الأب المُشجّع دوماً. وللمناسبة كانت له كلمة خاصة شدّد فيها على ضرورة حماية تراث كل كنيسة والتمسك به لما يحمله كل تقليد من غنى ورقي ورونق يخدمون الكنيسة وأسرارها واحتفالاتها بموسيقى مقدسة تدفع روح المؤمن للإرتقاء نحو فاديها. وهذا هو هدف المؤتمر أن يخلف رابطاً حيّا بين الموسيقى المقدسة والثقافة المعاصرة، بهدف الحفاظ على الموروث في قلب موجات الموسيقى الطاغية على عصرنا والتي يمكن بحكمة استثمارها كلها في خدمة الكنيسة بالطرق السليمة وسط كل المشاكل التي أدخلتها العصرنة .