مصر
28 تشرين الثاني 2019, 12:50

مجلس بطاركة الشّرق الكاثوليك زار تواضروس الثّاني وأطلق جملة من المواقف الكنسيّة والوطنيّة

تيلي لوميار/ نورسات
جملة مواقف كنسيّة ووطنيّة طبعت زيارة مجلس بطاركة الشّرق الكاثوليك إلى بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني في الكاتدرائيّة المرقسيّة- القاهرة.

أتت الزّيارة في إطار انعقاد مؤتمر مجلس بطاركة الشّرق الكاثوليك السّابع والعشرين تحت عنوان "الإعلام في خدمة الإنجيل" بضيافة بطريركيّة الأقباط الكاثوليك.

شارك في اللّقاء إلى جانب البطاركة لفيف من المطارنة والآباء الكهنة من الكنيستين الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة.

بداية، رحّب البابا تواضروس الثّاني بالبطاركة منوّهًا بأهمّيّة المؤتمر وموضوعه قائلاً: "نحن نعيش لنخدم الوطن، والكنيسة تلعب دورًا أساسيًّا روحيًّا واجتماعيًّا من أجل خلاص الإنسان وخدمته، وهذا الدّور تضطلع به الكنائس جميعها من أجل الشّهادة باسم المسيح. والأهمّ أنّ كنائسنا هي خادمة للواطن سواء في الشّرق الأوسط أو في بلاد الانتشار وتعمل على استقرار الوطن ونشر المحبّة بين سائر أطيافه".

وتابع: "إنّ وجود الكنيسة هو وجود للوحدة ونشر المحبّة العمليّة لكلّ أبناء الوطن، وبالتّالي فإنّ زيارتكم إلينا اليوم هي زيارة توطّد أواصر المحبّة بين كنائسنا وتذكّرنا بزيارة البابا فرنسيس الممتلىء بروح الله والإنسانيّة البالغة".

كما تطرّق إلى ما يشهده عالمنا اليوم من كذب وتضليل في الحقيقة مؤكّدًا أنّ "الكذب بات مسألة خطيرة ونحتاج اليوم  إلى الصّدق وعلينا أن نبحث عن كيفيّة مواجهة الكذب الشّائع في الحياة"، داعيًا الكنائس إلى أن تقيم في كلّ رعاياها مع بداية العام 2020 حملة بعنوان "كن صادقًا".

بعد ذلك، توالى على الكلام البطاركة الّذين شدّدوا في كلماتهم على أهمّيّة الخدمة في الكنيسة الّتي تتطلّب محبّة وتضامن كبيرين على مختلف الصّعد، لأنّه كلّما كانت المحبّة كبيرة كلّما تضاعفت الخدمة وتنوّعت من أجل الإنسان.

في الشّقّ الوطنيّ، لم يغب عن بال البطاركة المشاركين لبنان والعراق والشّرق الجريح حيث عرّج البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي على الوضع في لبنان قائلاً: "نعيش في لبنان أزمة اقتصاديّة خانقة سببها الأزمة السّياسيّة، وشبابنا تجاوزوا الطّوائف والمذاهب وباتوا يتكلّمون بلغة واحدة رافعين راية واحدة هي راية الوطن.

في هذه الظّروف، يجب على الكنيسة أن تؤدّي خدمة الحقيقة تجاه شعبها، لاسيّما أنّ الانتفاضة الشّعبيّة الّتي يشهدها لبنان أثبتت محبّة الشّعب لوطنه وتمسّكه بكلّ شبر من أرضه.
وأكثر ما نحتاج إليه اليوم هو الحقيقة لأنّنا نعلم أنّ الكذب قد ملأ العالم، والسّياسات باتت كاذبة ووسائل الإعلام تنقل أحيانًا الحقيقة المبهمة، وما "حدا غبيّ كلّ النّاس بتعرف شو في".بعد ذلك، قدّم المشاركون مداخلات تناولوا فيها مواضيع تتعلّق بالكذب المستشري وتحوير الحقائق وكلّ ما يتمّ نشره وإذاعته بطريقة مغلوطة تؤدّي إلى تشويه السّمعة والحقيقة والعقيدة.
أمّا المتحدّث الرّسميّ للكنيسة الكاثوليكيّة في مصر والمعاون البطريركيّ للأبرشيّة البطريركيّة للأقباط الكاثوليك الأنبا باخوم فقدّم رؤية واضحة تتجلّى بالتّعاون الحقيقيّ بين المتحدّثين للكنيسة الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة في مصر، لجهة إعداد البيانات والرّدّ على بعض الشّائعات الّتي قد تطال الكنيسة أحيانًا، ما يستوجب أن تكون البيانات موحّدة. هذا الأمر لاقى تجاوبًا واستحسانًا كبيرًا من قبل البابا تواضروس  الثّاني، متمنّيًا أن يصار إلى عقد اجتماع بين المتحدّثين الرّسميّين للكنيستين الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة من أجل بلورة الصّيغة المطروحة.
في ختام اللّقاء، قدّم بابا الأقباط الهدايا التّذكاريّة لمجلس بطاركة الشّرق الكاثوليك ولكلّ المشاركين في هذا اللّقاء الرّوحيّ.