مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في سوريا اجتمع مع غوجيروتي، والتّفاصيل؟
شارك في اللّقاء البطريركان يوسف العبسيّ للرّوم الملكيّين الكاثوليك، وإغناطيوس يوسف الثّالث يونان للسّريان الكاثوليك، والسّفير البابويّ في سوريا الكاردينال ماريو زيناري، وأمين سرّ مجمع الكنائس الشّرقيّة في الفاتيكان المطران ميشال جلخ، وأعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في سوريا، وعدد من الآباء والكهنة من الأبرشيّات الكاثوليكيّة في حمص.
خلال اللّقاء، شكر يونان غوجيروتي على زيارته، محمّلًا إيّاه، في كلمة ألقاها، "مشاعر الشّكر والإخلاص والامتنان البنويّ إلى قداسة البابا فرنسيس الّذي أوفد نيافته ليؤكّد محبّته وتضامنه مع الكنيسة والمؤمنين في سوريا"، منوّهًا إلى أنّ "الكنيسة مدعوّة كي تكون معاصرة وخادمة في آنٍ معًا، معاصرة أيّ تعرف أن تتكيّف مع الظّروف الّتي تحدث في سوريا، وهي مدعوّة أيضًا للخدمة".
ولفت يونان بحسب إعلام بطريركيّته، إلى أنّ "الرّبّ يسوع قال أمام بيلاطس: أنا أشهد للحقّ، وللحقّ باللّغة العربيّة معنيان إثنان: الحقيقة، وما يحقّ للإنسان. لذلك نحن مدعوّون كي نكون رسل الحقّ، كما يعلّمنا قداسة البابا فرنسيس، وكما يوصينا مار بولس بعيش المحبّة. وفي الوقت عينه، علينا أن نتفانى في خدمة أولادنا في هذه الفترة العصيبة الّتي نعيشها".
وأكّد على أنّ "يسوع ليست لديه مملكة على الأرض، فهو أتى ليشهد لمملكة السّماء، وأنا أسمح لنفسي أن أتكلّم باسم سيّدنا البطريرك يوسف العبسيّ، وباسم جميع المحبّين الموجودين في زيارتنا هذه اليوم من أصحاب النّيافة: نحن نقدّر لكم، أحبّاءَنا رؤساء الأساقفة والأساقفة، وأيضًا الآباء الخوارنة والكهنة الموجودين معنا، أنّكم حقيقةً مرافقون لإخوتنا وأخواتنا في هذه المرحلة العصيبة، بما حباكم الله من روح الرّاعي الصّالح والأب المحبّ".
وأضاف: "نأمل ونرجو أن يكون خطابنا خطابًا واحدًا، فالآخرون الّذين لا يشاركوننا إيماننا، أكان هنا في سوريا أو في العراق، ينظرون إلينا كمسيحيّين وليس كطائفة خاصّة، لذا علينا أن نعرف كيف نكون شهودًا لهذه الوحدة المسيحيّة. ليس لدينا أكثريّة مسيحيّة وأقلّيّة مسيحيّة، ونحن نعاني جميعًا هذا الإفراغ والفراغ والتّهجير الّذي يحصل لنا، لاسيّما بين الشّباب أولادنا".
رجاؤنا أن نعيش حقيقةً هذه الوحدة، وقد رفعنا الصّلوات في الأسبوع الماضي من أجل وحدة المسيحيّين. علينا أن نكون شهودًا للحقّ بالمحبّة، جميعنا بقلب واحد وصوت واحد".
ثمّ كانت كلمة للموفد الفاتيكانيّ نقل فيها تحيّة البابا فرنسيس وصلاته ومحبّة "وهي محبّة تشمل جميع المسيحيّين، ولاسيّما الكاثوليك في سوريا"، مشدّدًا على أنّنا "نحن هنا بين يدَي الله، فأنتم معلّمو صلاة وخبرات في هذا المجال، حاوِلوا أن تعلّموا وتَدْعوا الآخرين للصّلاة، والله يستجيب لأبنائه الصّارخين إليه بثقة وثبات. إنّ الدّيبلوماسيّة الفاتيكانيّة تعمل على أن تكون سوريا حرّة ومستقرّة وتسود فيها المساواة بين الجميع لا الإملاءات الخارجيّة، ونصيحتي لكم أن تحافظوا على هويّتكم الّتي هي أهمّ بكثير من العدد. إنّنا نعلم كم عملتم جاهدين خلال هذه السّنوات العجاف، ونحن على يقين أنّكم ستستمرّون بمسيرة التّنمية والعطاء تجاه أبنائكم".
وطلب غوجيروتي من المشاركين في اللّقاء أن يقبلوا "الواقع كما هو بدون حماس زائد وبدون لا مبالاة، لكن بالتّروّي في التّعاطي تجاه المستجدّات، فعلينا أن نفعل الخير المتجسّد من دون أن نذيع ذلك، وستأتي بدون شكّ الأيّام كي نحتفل مع شعبنا. نحن في أزمنة بناء الأساسات في البيت الواحد، وهذه الأساسات لا تُرى عادةً بالعين المجرَّدة. سنعود إلى روما وقلبنا مفعَم بالرّجاء، وسنُعلِم قداسة البابا بكلّ ما سمعنا ورأينا، وبأنّ الكنيسة الكاثوليكيّة في سوريا تعيش بروحانيّة العائلة الواحدة".
ونوّه إلى أنّه "ليس سهلًا أن نجد صوتًا يوحّد الجميع، لا بالأمس ولا اليوم، إنّما حين نكون معًا نشكّل وحدة كبيرة وقويّة. لذا ندعوكم لتتذكّروا وتحافظوا على اليقين بأنّنا معًا، ونحن لسنا معكم، بل نحن أنتم. ورغم اختلاف المهام فيما بيننا، إلّا أنّ همّنا هو واحد: إعلان الإنجيل وخدمة الأسرار والتّنشئة المسيحيّة. فليبارك الرّبّ أعمالكم، وليساعدنا في دعمكم بالكلام وبالمادّيّات لمساندة خدمتكم".
بدوره أعرب العبسيّ عن فرحه "بهذا اللّقاء الّذي يجسّد المحبّة الأخويّة والوحدة الّتي تجمع البطاركة والأساقفة في خدمة المؤمنين في سوريا في هذه الظّروف الصّعبة"، مثمّنًا "زيارة نيافة الكردينال غوجيروتي الّتي تشكّل تعبيرًا حيًّا عن قرب قداسة البابا فرنسيس ومحبّته وعنايته الخاصّة بالكنيسة والمؤمنين في هذا البلد"، سائلًا "الله أن يبارك هذا اللّقاء لخير الكنيسة والمؤمنين في سوريا".
ثمّ كانت مداخلات عديدة ونقاشات مستفيضة عرضت واقع الحال في مختلف الأبرشيّات والرّعايا في سوريا، وتحدّيات الخدمة في خضمّ الأوضاع الرّاهنة، وأفضل السّبل لتأمين الخدمة الرّوحيّة والرّاعويّة للمؤمنين على الأصعدة كافّةً، لما فيه تعزيز الشّهادة للرّبّ يسوع في هذه الأرض المباركة.
وفي الختام، رفع الجميع صلاة الشّكر في الكنيسة.