دينيّة
31 آذار 2020, 07:00

متى يقول الرّبّ "طوبى لنا ولهم"؟

ماريلين صليبي
"التّطويباتُ ليست للأشخاصِ الخارقين، بل لمن يواجهون التّحدّيّاتِ والتّجارب اليوميّة". وصيّة نقلها إلينا البابا فرنسيس في إحدى تغريداته، فماذا تعني وكيف نختبرها؟

 

يجيب الكاهن في الأبرشيّة البطريركيّة المارونيّة الأب إيلي خويري على تساؤلات إيماننا بالتّالي: 

عندما نقول تطويبات نستذكر إنجيل متّى الفصل الخامس، أيّ عظة الجبل حيث كان يسوع يطلق مجموعة تطويبات بالإشارة إلى جمل تبدأ بكلمة "طوبى".

البابا فرنسيس في كلامه يسعى إلى توضيح أنّ هذه التّطويبات ليست لأناس خارقين يعيشون خارج الأرض والواقع بل القداسة معطاة للأناس البسطاء في يوميّاتهم وهي ليست مرتبطة بأشخاص بعيدين عن الواقع، بل هي نهج حياة قريب من واقعنا ومشاكلنا وهي مشروع يأتي في صلب حياتنا لا خارجها، وهي لا تلغي التّحدّيّات اليوميّة ولكن يجب معرفة عيش هذه الصّعاب بفرح.

الأب خويري، ولتقريب هذه الوصيّة من عقولنا وقلوبنا الضّعيفة، أعطى مثلًا مستذكرًا إنجيل متّى. فعندما قال الرّبّ "طوبى للجياع فإنّهم سيشبعون"، يعتقد المرء أنّ هذه الآية تعني أنّ الرّبّ وحده سيقوم بإطعام هؤلاء الجياع، إنّما ما يدعونا إليه الرّبّ والحبر الأعظم هو أن نلعب دورنا في إطعام المحتاج، عندها يقول الرّبّ "طوبى لهم" لأنّنا سمعنا نداء الرّبّ ولبّيناه وأصبحنا جواب الله لهؤلاء وتطويب الله لهم وهذا شرف كبير لنا أن نكون جواب حاجة الآخر. عندها أيضًا يصرخ الرّبّ "طوبى لنا" لأنّنا أكرمنا الآخرين وأطعنا الله وأصبحنا شركاء في مشروعه الخلاصيّ وتطويباته البشريّة.

إذًا، لنكن على الدّوام أمينين لكلام الرّبّ حاضرين لتلبية نداءاته، ولنعش المسيحيّة بكلّ تفاصيل حياتنا، عندها فقط نستحقّ التّطويبات ونتنعّم بالملكوت الأبديّ.