مباركة "بامبينيلي": من البابا بولس السادس إلى اليوم
"أيّها الأولاد، أليس مشهد المهد شيئًا جميلًا؟ أليس هذا صحيحًا، أنتم أيّها الرجال الذين يمثّلون عالم العمل؟ نعم، إنّه شيء جميل. ولهذا السبب، سنبارك على الفور تماثيل الطفل يسوع من نافذتنا، وبعد ذلك سننزل إلى الساحة لنبارك مشهد الميلاد الذي أعدّه هنا عمّال مكتب الطباعة في الفاتيكان".
كان هذا البابا القدّيس بولس السادس الذي وصف، في خطابه في 21 كانون الأوّل/ديسمبر 1969، الاندهاش الذي أثاره مشهد الميلاد، للمؤمنين، في ساحة القدّيس بطرس.
في هذا التمثيل لميلاد يسوع المسيح، تحدّث البابا عن "درس في الروح المسيحيّة" وعن "رسالةِ فضيلة".
وجد في المغارة التي استقبلت الطفل يسوع "مقدّمة لحياة جديدة، مقدّمة بسيطة جدًّا لدرجة أنْ حتّى الأطفال يفهمونها: ما يهمّ هو الخير والبساطة" والبراءة "والشعور بكونهم جميعًا أصدقاء وإخوة".
قدّمت هذه الصورة العزاء، خصوصًا لإيطاليا، التي هزّها يومذاك تفجير ساحة فونتانا في 12 ديسمبر 1969 الذي وقع في وسط مدينة ميلانو شمال إيطاليا. وأشار البابا بولس السادس، إلى ذلك الهجوم الإرهابيّ الذي انفجرت فيه قنبلة في مقرّ المصرف الوطنيّ للزراعة.
الآن، بعد خمسة وخمسين عامًا، نرى أنّ لفتة القدّيس بولس السادس أرست تقليدًا.
بالنسبة إلى مركز "خطباء روما"، صار حدثًا مهمًّا تحوّل، مع مرور الوقت، إلى مناسبة لمئات الأولاد والبنات للتجمّع في ساحة القدّيس بطرس، ورفع تماثيل يسوع الصغيرة (Bambinelli) باتّجاه نافذة البابا لتلقّي بركته.
تطوّر التقليد إلى حدث منظّم، تمّ إثراؤه هذا العام بإضافة مسابقة فنّيّة.
يجتمع العديد من "خطباء روما" في 22 كانون الأوّل، تحت رواق برنيني بدءًا من الساعة 9 صباحًا، ثمّ ينتقلون إلى الكاتدرائيّة للقدّاس برئاسة الكاردينال ماورو جامبيتي، رئيس كهنة كاتدرائيّة القدّيس بطرس.
بعد ذلك، سيعودون إلى ساحة القدّيس بطرس من أجل صلاة التبشير الملائكيّ، ليس فقط مع البامبينيلّي خاصّتهم، ولكن أيضًا مع لوحات مستوحاة من مشهد الميلاد وموضوع "قلب من نور". سيتمّ عرض الأعمال الفنّيّة في الساحة عينها، وتكريم الفائزين في خلال مهرجان التقدير في 28 كانون الأوّل/ديسمبر في روما.