متفرّقات
07 تشرين الأول 2021, 08:05

مبادرة "التعليم لا يمكن أن ينتظر" تصل إلى 4.6 مليون طفل في المناطق المتأثرة بالأزمات منذ بداية كوفيد-19

الأمم المتّحدة
أحدثت جائحة كورونا، في عام 2020، اضطرابًا كبيرًا في أنظمة التعليم، في جميع أنحاء العالم، مما جعل العام أكثر صعوبة بالنسبة للأطفال ممن يعيشون في المناطق التي تشهد أصلًا حالات طوارئ وأزمات ممتدة.

هذا ما أورده تقرير جديد لمبادرة "التعليم لا يمكن أن ينتظر" المدعومة من الأمم المتحدة، والصادر اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع اليوم العالمي للمعلمين."التعليم لا يمكن أن ينتظر" هو أول صندوق عالمي مخصص للتعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة.

وقد وصف التقرير الجائحة بأنها أزمة "مُضاعفة للمخاطر"، فهي، أي الجائحة، لم تخلق تحديات جديدة فحسب، بل أدت أيضا إلى تضخيم المخاطر الحالية التي تواجهها الفئات الأكثر ضعفا، ولا سيما الفتيات والأطفال والمراهقين من ذوي الإعاقة.

وقال غوردون براون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم العالمي، ورئيس المجموعة التوجيهية رفيعة المستوى في مبادرة التعليم لا يمكن أن ينتظر:

"بالنسبة لملايين الشباب المهمشين المحاصرين بالفعل في الأزمات، فإن كوفيد-19 أثّر بشكل أكبر على حياتهم باعتباره "أزمة داخل أزمة".

 

"عام مليء بالتحديات"

كما تهدّد الخسائر التي حدثت في مجال التعلم الأجيال القادمة وكذلك عقودًا من التقدّم. فقد قدّرت اليونسكو أن 1.5 مليار طالب على مستوى العالم، من المرحلة ما قبل الابتدائية إلى المرحلة الثانوية، قد عانوا من نوع من انقطاع التعلم، نتيجة لإغلاق المدارس في أوائل عام 2020.

وقال المبعوث الخاص: "سيُذكر عام 2020 باعتباره عامًا مليئًا بالتحديات بشكل استثنائي".

وفقًا لتقرير مبادرة "التعليم لا يمكن أن ينتظر"، سيؤدي ذلك إلى تفاقم معدّل الفقر في التعلم الذي كان موجودًا قبل الجائحة، مما يؤثر على 53 في المائة من الأطفال في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، ممن لا يستطيعون قراءة أو فهم نص بسيط في سن العاشرة.

 

منح طارئة

لوقف هذا الفقدان في التعليم والذي لا يمكن تعويضه، قالت المبادرة إنها تدخلت لضمان حصول كل طفل على بيئة تعليمية آمنة وشاملة، من خلال تكييف استجابتها لدعم التعليم الجيد للطلاب المحاصرين في النزاعات المسلحة والنزوح القسري والكوارث الناجمة عن تغير المناخ والأزمات الممتدة.

فبعد وقت قصير من إعلان منظمة الصحة العالمية تفشي الأزمة الصحية العالمية، في آذار/مارس 2020، بدأت المبادرة في تقديم مجموعة كبيرة من المنح التي تستهدف جميع البلدان ذات الاستثمارات المستمرة، حيث تم تخصيص 23 مليون دولار من احتياطي التمويل الطارئ الأول، في غضون 21 يوما، وتم إرسال 22.4 مليون دولار أخرى، في تموز/يوليو 2020.

تم توزيع الأموال عبر 85 منحة في 32 دولة وسياقات طوارئ، لتقليل التأثير على التعليم في المناطق المتضررة من الأزمات وضمان تمكن الأطفال والمراهقين من مواصلة التعلم.

قال السيد غوردون براون: "لقد وصلت المنح الطارئة المقدمة من مبادرة التعليم لا يمكن أن ينتظر إلى أكثر من 29 مليون طفل ومراهق - بما في ذلك 51 في المائة من الفتيات - في 32 دولة وسياقات متأثرة بالأزمات".

وأضاف أن "الصندوق زاد من معدل وصوله إلى المراهقين في مرحلة التعليم الثانوي بنسبة 50 في المائة، وضاعف من وصوله للأطفال في مرحلة التعليم قبل الابتدائي".

 

أول جيل في التاريخ

وفقًا لمبادرة التعليم لا يمكن أن ينتظر، يعيش واحد من بين كل أربعة أطفال في سن الدراسة في العالم في بلدان متأثرة بالأزمات. ولكن برغم ذلك، فإن ما بين 2 إلى 4 في المائة فقط من المساعدات الإنسانية تذهب إلى التعليم. هذا يعني أن 75 مليون طفل بحاجة إلى دعم تعليمي.

وعن ذلك يقول مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم العالمي: "اليوم، يتعين القيام بالكثير للتغلب على العقبات التي تمنع الأطفال من الالتحاق بالمدارس"، داعيا المانحين من القطاعين العام والخاص إلى "زيادة تمويلهم" حتى "نصبح أول جيل في التاريخ الذي يوفر التعليم لكل طفل".

واختتم السيد براون حديثه بالقول إن الهدف "هو ضمان أنه بدلا من تنمية بعض الأطفال لبعض إمكاناتهم، في بعض بلدان العالم، يمكن لجميع الأطفال تنمية كل إمكاناتهم ومهاراتهم في كل بلد".