الفاتيكان
20 أيلول 2019, 13:48

ما هي نصيحة البابا للأساقفة؟

رفع البابا فرنسيس في قدّاسه الصّباحيّ، الصّلاة من أجل الكهنة والأساقفة، حاثًّا الأساقفة القرب من الله بالصّلاة، ومن كهنتهم، ومن بعضهم البعض، ومن شعب الله، منطلقًا من رسالة القدّيس بولس الأولى إلى تلميذه تيموتاوس والّتي تتمحور حول النّصائح الّتي يعطيها القدّيس بولس للأسقف الشّابّ تيموتاوسّ، قال نقلاً عن "فاتيكان نيوز":

 

"تمحورت النّصائح أمس حول الدّعوة لعدم إهمال الخدمة الكهنوتيّة كعطيّة، أمّا اليوم فمحور التّأمّل هو المال والثّرثرة والنّقاشات الغبيّة الّتي تُضعف الحياة الكهنوتيّة. فعندما يبدأ الكاهن أو الشّمّاس أو الأسقف بالتّعلّق بالمال يرتبط بمصدر جميع الشرور، "لأَنَّ حُبَّ المالِ هو أَصلُ كُلِّ شَرّ" كما يذكّر القدّيس بولس في قراءة اليوم؛ فالشّيطان يدخل من خلال الجيوب.

إنَّ الأسقف أوّلاً هو رجل قريب من الله؛ وعندما أراد الرّسل أن يخدموا بشكل أفضل الأرامل والأيتام أوجدوا الشّمامسة، ولكي يشرح هذا الأمر قال بطرس لأنّه علينا– نحن الرّسل– أن نهتمّ بالصّلاة وإعلان الكلمة؛ وبالتّالي فأوّل مهمّة للأسقف هي الصّلاة لأنّها تمنح القوّة وتوقظ الضّمير على هذه العطيّة، عطيّة الكهنوت، الّتي نلناها والّتي لا يجب علينا إهمالها.

أمّا القرب الثّاني والّذي دُعي الأسقف لعيشه هو القرب من كهنته وشمامسته ومعاونيه الّذين هم الأقرب إليه. إنّه لأمر محزن عندما ينسى الأسقف كهنته. من المحزن أيضًا أن نسمع كهنة يتذمّرون قائلين: "لقد اتّصلت بالأسقف لأنّي بحاجة لموعد معه لأخبره بشيء مهمّ وقالت لي السّكرتيرة بأنّ جدوله مليء حتّى ثلاثة أشهر..." إنّ الأسقف الّذي يشعر بهذا القرب من كهنته، إن عرف أنّ كاهنًا ما قد اتّصل به اليوم، عليه أن يعاود الاتّصال به في الغد كأبعد حدٍّ ممكن، لأنّه يحقّ للكاهن أن يعرف وأن يشعر بأنّ لديه أب. على الأساقفة أن يكونوا قريبين من الكهنة، كذلك على الكهنة أيضًا أن يعيشوا القرب فيما بينهم لا الانقسامات، لأنّ الشّيطان يدخل هناك ليفرّق بين الكهنة.

هكذا في الواقع، تبدأ المجموعات الّتي تنقسم بحسب إيديولوجيّات معيّنة أو بحسب الاستحسان، وبالتّالي فالقرب الثّالث هو القرب بين الكهنة، فيما القرب الرّابع هو القرب من شعب الله. في رسالته الثّانية إلى تلميذه تيموتاوس يبدأ القدّيس بولس سائلاً تلميذه ألّا ينسى أمّه وجدّته، أيّ ألّا ينسى من أين أتى ومن أين دعاه الرّبّ وانتشله. وألّا ينسى شعبه وجذوره. ولذلك على الكاهن والأسقف أن يكون على الدّوام قريبًا من شعب الله. عندما يبتعد الأسقف عن شعب الله ينتهي به الأمر في جوٍّ من الإيديولوجيّات الّتي لا تمتُّ بأيّ صلة للكهنوت، فينسى عندها الهبة المجّانيّة الّتي مُنحت له.

هل تصلّون من أجل كهنتكم، من أجل كاهن الرّعيّة أو من أجل نائبه أم أنّكم تنتقدوهم وحسب؟ عليكم أن تصلّوا من أجل الكهنة والأساقفة، لكي نعرف جميعًا– والبابا هو أسقف أيضًا– بواسطة هذا القرب أن نحافظ على العطيّة الّتي نلناها ولكي لا نهملها أبدًا."