ما هي نصيحة البابا فرنسيس للوالدين؟
"إنّ الوالدين طلبوا في بداية هذا القدّاس هبة الإيمان لأطفالهم، وها هم اليوم ينالون من الرّوح القدس عطيّة الإيمان. إنّ هذا الإيمان ينبغي أن ينمو، وقد يقول البعض إنّه يتعيّن على الأطفال أن يدرسوا الإيمان. بالطّبع، سيدرون الإيمان جيّدًا عندما سيتابعون التّعليم الدّينيّ، لكن قبل ذلك يتعيّن أن يُنقل إليهم الإيمان، وهذا هو عمل وواجب الوالدين، أي أن ينقلوا الإيمان إلى أبنائهم. وهذا الأمر ينبغي أن يحصل في المنزل، لأنّ الإيمان يُنقل من خلال لغة الأسرة، وضمن الجو العائليّ.
وإنّ واجب الوالدين يتمثّل في نقل الإيمان من خلال المثال الصّالح والكلمة، ونلاحظ وجود أطفال لا يعرفون كيف يرسمون شارة الصّليب. ومن الضّروريّ إذًا أن يُنقل الإيمان من خلال الحياة الإيمانيّة. إذ ينبغي أن يختبر الأبناء الحبّ بين الزّوجين، وأن يعيشوا السّلام في المنزل، ويختبروا حضور الرّبّ في البيت. في هذا السّياق، أُريدُ أن أُقدّم نصيحة للأهل: لا تتشاجروا أبدًا أمام أطفالكم. إنّه لأمر طبيعيّ أن يتشاجر الأزواج في بعض الأحيان، لكن يجب ألا يفعلوا ذلك أمام أبنائهم لأنّ هذا الأمر يولّد قلقًا كبيرًا لدى الطّفل عندما يرى الوالدين يتشاجران. إنّ هذه النّصيحة تساعد الوالدين في نقل الإيمان إلى أطفالهم، مع أنّ الشّجار هو أمر طبيعيّ، لكن ينبغي ألا يشعر به الأطفال.
إنّ واجبكم كوالدين يتمثّل في نقل الإيمان إلى أبنائكم في البيئة المنزليّة، حيث يتعلّمون الإيمان ثم يدرسونه في التّعليم الدّينيّ. إنّ الأطفال يبكون لأنّهم يشعرون بالحرّ وأيضًا بسبب الجوع، وثمّة سبب ثالث لهذا البكاء، ألا وهو البكاء الوقائيّ، إنّهم لا يعرفون ماذا سيحصل لكنّهم يبادرون بالبكاء. وأطلُب من الأمّهات أن يطعمن الأطفال عندما يشعرون بالجوع. وعندما يبكي طفل ما يبادر الآخرون إلى البكاء ويتحوّل الوضع إلى جوقة من الأطفال الباكين."
وفي ختام عظته عاد البابا ليُذكّر الأهل بواجب نقل الإيمان إلى أبنائهم.