ما هي انتظارات أهالي مدغشقر من زيارة البابا فرنسيس؟
وشارك في المبادرة عدد من الأشخاص المُكرّسين، من بينهم ثلاث راهبات معروفات جدًّا في مدغشقر، إحداهنّ الأخت "لوسي" التي تحتفل هذا العام بمرور ستّين سنة على التحاقها بالحركة الإرساليّة، وقد أمضت منها ربع قرن في مدغشقر.
تحدثت الأخت لوسي عن أهميّة زيارة البابا فرنسيس إلى هذا البلد الأفريقيّ، وقالت: "أنا أعلم أنّ أهالي مدغشقر يستعدّون منذ أسابيع لاستقبال البابا. وهذه الزّيارة ستأتي بمثابة عيد لهم. وهؤلاء السّكّان معروفون بحسن الضّيافة وبروحهم الطيّبة، وأنا أتذكّر الخدمة التي كنتُ أقوم بها لصالح الأطفال المُحتاجين. ولقد أعطاني هؤلاء الأطفال الكثير من العطف، وأشعر بأنّني نلتُ منهم أكثر ممّا أعطيتُهم، وأنا أرغب في العودة إلى مدغشقر لأكون وسط السكّان المحليّين، خصوصًا أثناء استقبالهم للبابا.
ومن بين المشاركين في المبادرة الأخت لالا، وهي شابّة مُكرّسة من مدغشقر أعربت عن فخرها واعتزازها ببلادها، وهي تعمل في الحقل الإرساليّ هناك بالتّعاون مع الرّاهبات المنتميات إلى الحركة الإرساليّة التّأمُّليّة لشارل دو فوكو.
ولفتت الأخت لالا إلى أنّ هذا الشّعب، وبسبب أوضاع الفقر التي يعاني منها، يتقاسم مع الحركة قيمها ومبادئها، إنّه يتقاسم ما يملكه مع الجميع، في إطار الفقر. وتابعت قائلة: "أنا وُلدت وترعرعتُ في عائلة متواضعة جدًّا، وقد التحقتُ بالحركة الإرساليّة، وأنا أُواصل نمط حياتي البسيط، ولم يتغيّر عليها شيء يُذكر." وتعليقًا على زيارة البابا فرنسيس المرتقبة إلى بلادها قالت الأخت لالا: "أنا آمل أن يحمل برغوليو الأمل إلى شعب مدغشقر، أكان على صعيد الحياة اليوميّة، أم في مجال الالتزام الكنسيّ. والشّبّان بنوع خاصّ يحتاجون اليوم إلى القوّة المُتأتّية من عند الله. وإنّ الكنيسة الكاثوليكيّة المحليّة تتألّف من عدد كبير من الشّبّان والشّابّات.
أمّا الرّاهبة الإيطاليّة الأخرى وتُدعى الأخت رينالدا، روت أنّها عاشت في شمال البلاد منذ سبعينيّات القرن الماضي، حيث انتشرت الحركة الإرساليّة التّأمُّليّة بهدف توفير الخدمة والرّعاية لأعداد كبيرة من المرضى، لاسيّما المصابين منهم بداء البرص؛ وقالت: "إنّ المهمّة لم تكن سهلة في البدء، لكن هذا النّشاط صار جميلًا للغاية مع مرور الوقت. وعندما وصلتُ إلى المنطقة كان عدد البُرص كبيرًا جدًّا، وقد أبدى أسقف الأبرشيّة امتنانًا كبيرًا لهذه الخدمة الإنسانيّة حيال هؤلاء المرضى. وأنا لا أنسى كرم وسخاء السّكّان الذين، وعلى الرّغم من فقرهم واضطّرارهم للسّير مسافات طويلة من أجل الحصول على المياه، لا يبخلون على أحد بشيء. وأتذكّرُ امرأةً فقيرةً اشترت يومًا دجاجتين لتُقيم حفلةً في منزلها، ولم تتردّد في تقديم الدجاجة الأكبر للرّاهبات، على الرّغم من أنّها تودُّ سدّ جوع أفراد عائلتها الكثيرين. وكانت تُردّد "إذا أراد شخص ما أن يُقدّم شيئًا للآخرين، عليه أن يُقدّم أفضل ما لديه"؛ وهذا ما كان يؤكّد عليه مؤسّس الحركة أندريا غاسبارينو."