الفاتيكان
20 آذار 2020, 06:00

ما هي النّعمة الّتي طلبها البابا فرنسيس للكنيسة؟

تيلي لوميار/ نورسات
"نصلّي اليوم من أجل إخوتنا وأخواتنا الّذين في السّجن، هم يتألّمون كثيرًا بسبب الشّكوك حول ما قد يحصل داخل السّجن فيما يفكّرون أيضًا بعائلاتهم وإن كان جميع أفرادها بخير وإن كان ينقصهم شيئًا. لنقف اليوم إلى جانب المساجين الّذين يتألّمون كثيرًا في هذه المرحلة من الشّكّ والألم"، بهذه الصّلاة استهلّ البابا فرنسيس تأمّله صباح الخميس في قدّاس عيد مار يوسف الّذي ترأّسه في كابيلا القدّيسة مرتا، تزامنًا مع الذّكرى السّنويّة السّابعة لبداية خدمته البطرسيّة.

هذا وتوقّف البابا عند إنجيل القدّيس متّى الّذي يخبرنا عن القدّيس يوسف، وتحدّث عن القدّيس يوسف كرجل بارّ أيّ رجل إيمان قادر على الدّخول في سرِّ الله، مذكّرًا بأهمّيّة صلاة التّعبّد وقال بحسب "فاتيكان نيوز": "يخبرنا الإنجيل أن يوسف كان رجلاً بارًّا أيّ رجل إيمان ويعيش الإيمان. رجل يمكننا أن ندرج اسمه في لائحة جميع أشخاص الإيمان الّذين ذكرنا أسماءهم اليوم في قراءة صلاة الصّباح، أولئك الأشخاص الّذين عاشوا الإيمان كأساس للرّجاء وكضمانة وبرهان لما لا يُرى.

لقد كان يوسف رجل إيمان ولذلك كان بارًّا. ليس فقط لأنّه كان يؤمن وإنّما لأنّه كان يعيش هذا الإيمان أيضًا. كان رجل بارًّا، وقد اختاره الله ليربّي إنسانًا كان إنسان حقًّا وإله حقّ. لقد اختار الرّبّ لهذه المهمّة رجلاً بارًّا ورجل إيمان. رجل قادر على أن يكون إنسانًا وإنّما قادر أيضًا على التّحدّث مع الله والدّخول في سرِّ الله. وهذا ما كانت عليه حياة يوسف. رجل قادر على التّحدّث مع السّرّ وعلى محاورة سرّ الله. لم يكن حالمًا بل كان قادرًا على الدّخول في السّرّ. بالسهّولة عينها الّتي كان يقوم بها بمهنته وبالدّقّة عينها أيضًا. لقد كان دقيقًا في عمله ولكنّه كان قادرًا أيضًا على الدّخول في السّرّ الّذي لم يكن بإمكانه أن يسيطر عليه. هذه هي قداسة القدّيس يوسف: السّير قدمًا في الحياة وعمله ببرارة ومهنيّة والدّخول في السّرّ. وعندما يحدّثنا الإنجيل عن أحلام يوسف يجعلنا نفهم هذا الأمر: الدّخول في السّرّ.

أفكّر في الكنيسة اليوم في عيد القدّيس يوسف؛ وأتساءل إن كان مؤمنينا وأساقفتنا وكهنتنا ومكرّسين والبابوات قادرين على الدّخول في السّرّ؟ أم أنّهم بحاجة لأن يرتبّوا أمورهم بحسب القوانين والقواعد الّتي تحميهم ممّا لا يمكنهم السّيطرة عليه؟ عندما تفقد الكنيسة إمكانيّتها على الدّخول في السّرّ تفقد قدرتها على رفع صلاة العبادة، فيما أنّ صلاة العبادة هي وحدها القادرة على إدخالنا في سرّ الله.

لنطلب من الرّبّ نعمة أن تتمكّن الكنيسة من أن تعيش الحياة اليوميّة في حقيقتها وفي حقيقة السّرّ. لأنّها إن لم تتمكّن من ذلك فستكون نصف كنيسة أو مجرّد منظّمة تقويّة تسير قدمًا بفضل القوانين والقواعد ولكن بدون معنى الصّلاة. الدّخول في السّرّ ليس الحلم وإنّما هو الصّلاة والعبادة. الدّخول في السّرّ هو أن نفعل اليوم ما سنفعله في المستقبل عندما سنقف في حضرة الله: الصّلاة والعبادة. ليمنح الرّبّ الكنيسة هذه النّعمة".