ما هي الرّسالة الّتي يريد الرّبّ أن يبلغنا إيّاها من خلال موت الأب ميلاد تنّوري؟
وفي هذا الإطار قال: "لقد تعرّفت إليه عندما استلمت مهمّاتي في المطرانيّة في مونتريال، يوم كان الأب ميلاد يخدم مع إخوة له في الرّهبنة في دير ما أنطونيوس الكبير في مونتريال. لقد عاش الأب ميلاد حياته كراهب صادق، يصلّي فرضه كلّ يوم، يقوم بواجباته الأخويّة المعتادة، ويسهر على رعيّته.
ومن الأمور الّتي تميّزه عن سواه، ثلاثة :
أوّلاً، تعلّقه بالفضائل الرّهبانيّة وبنذوره.
ثانيًا، اهتمامه بالعائلة وبالشّبيبة خصوصًا الجيل الجديد الذّين اهتمّ بتنشئتهم.
ثالثًا، حبّه للأرض وتعلّقه بها. فالرّهبنة اللّبنانيّة المارونيّة تملك في مونتريال أرضًا يطلقون عليها اسم "مار شربل". وكان الأب ميلاد عندما يبدأ الثّلج بالذّوبان يذهب إليها ويعمل على تجهيزها لمن يرغب من العائلات وأفواج الشّباب الاختلاء بالرّبّ والصّلاة بعيدًا عن ضجيج الحياة اليوميّة.
وأسف المطران تابت للحادث المحزن والأليم الّذي تعرّض له الأب ميلاد تنّوري وجعلنا نخسر دعوى كنسيّة مهمّة".
وسأل: "ما هي الرّسالة الّتي يريد الرّبّ أن يبلغنا إيّاها من خلال موت كاهن تقيّ وفاضل كالأب ميلاد تنّوري؟
وتوجّه إلى أهله وإلى الرّهبنة اللّبنانيّة المارونيّة بتعازيه الحارّة، وتضرّع إلى الرّبّ أن يعوّض عليها بكهنة قدّيسين وصادقين برسالتهم وكهنوتهم كالأب ميلاد تنّوري".
وختم بأنّ ما أعدّه الرّبّ للأب تنّوري قد يكون أفضل من المكان الّذي يتواجد فيه، مكافأة على خدمته الكهنوتيّة وحياته الرّهبانيّة.