الفاتيكان
12 حزيران 2018, 05:00

ما هي الأبعاد الثّلاثة للبشارة؟

الإعلان والخدمة والمجانيّة أبعاد ثلاثة تحملها البشارة، وعند كلّ منها توقّف البابا فرنسيس أمس في عظته الصّباحيّة. فـ"الرّوح القدس هو رائد الإعلان الّذي ليس مجرّد عظة بسيطة أو نقل لبعض الأفكار، بل هو شعار ديناميكيٌّ قادر على تغيير القلوب بفضل عمل الرّوح القدس".

 

وتابع البابا يقول، نقلاً عن "إذاعة الفاتيكان"، "لقد رأينا خططًا راعويّة مُحكمة وكاملة ودقيقة ولكنّها لم تكن أدوات للبشارة لأنّها كانت وبكلّ بساطة هدفًا لذاتها وغير قادرة على تغيير القلوب. إنَّ يسوع لا يرسلنا لنتحلّى بمواقف تجاريّة لا! ولكنّه يرسلنا مع الرّوح القدس وهذه هي الشّجاعة. والشّجاعة الحقيقيّة للبشارة ليست مجرّد عناد بشريّ، لا! بل الرّوح القدس هو الّذي يعطينا الشّجاعة ويحملنا لنسير قدمًا.

أمّا البعد الثّاني للبشارة فهو الخدمة الّتي نقدِّمها أيضًا في الأمور الصّغيرة، وبالتّالي فالادِّعاء بأنّنا نريد من يخدمنا بعد أن نكون قد شغرنا وظيفة مهمّة في الكنيسة أو في المجتمع هو أمر خاطئ. إنَّ الوصوليّة في الكنيسة هي العلامة بأنَّ الشّخص لا يعرف ما هي البشارة حقًّا لأنّه ينبغي على الّذي يحكم أن يكون كالّذي يخدم.

يمكننا أن نعلن أمورًا صالحة ولكن إن كانت بدون خدمة فهي ليست بشارة لأنَّ الرّوح القدس لا يحملك فقط كي تعلن حقيقة وحياة الرّبّ ولكنّه يحملك أيضًا إلى الإخوة والأخوات لتخدمهم. الخدمة، حتّى في الأمور الصّغيرة. إنّه لأمر سيّء جدًّا عندما نرى مبشّرين يبحثون عمّن يخدمهم ويعيشون ليُخدَموا. إنّه أمر سيّء لأنّهم يعيشون كأمراء للبشارة!

وفي النّهاية، المجانيّة، لأنّه ما من أحد يمكنه أن يخلُص بفضل استحقاقاته. والرّبّ يذكّرنا قائلاً: "أَخَذتُم مَجّانًا، فَمَجّانًا أُعطوا". إن يسوع المسيح قد خلَّصنا جميعًا مجانًا وبالتّالي علينا أن نعطي مجانًا؛ على العاملين الرّاعويّين أن يتعلَّموا من هذا الأمر إذ ينبغي على حياتهم أن تكون مجانيّة وخدمة وإعلان تحت إرشاد الرّوح القدس وبالتّالي على فقرهم أن يدفعهم لكي ينفتحوا على الرّوح القدس.