الفاتيكان
24 نيسان 2025, 10:38

ما هي أهمّ الصّفات الّتي ميّزت حياة البابا فرنسيس وحبريّته؟

تيلي لوميار/ نورسات
في قدّاس تأبينيّ ترأّسه عصر الأربعاء في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان، وشارك فيه عدد من الأساقفة الإيطاليّين، توقّف رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال ماتيو زوبي عند الأفعال الّتي قام بها البابا فرنسيس الّذي اختار العيش ببساطة مكرّسًا حياته للإنجيل حتّى الرّمق الأخير.

وبحسب "فاتيكان نيوز"، تحدّث زوبي خلال القدّاس "عن اللّقاءات والحوارات والخطابات الّتي لا تُعدّ ولا تُحصى وقد ميّزت حبريّة البابا فرنسيس على مدى السّنوات الاثنتي عشرة الماضية، وهي تساعد المؤمنين والكنيسة على النّظر إلى الأمام. وقال إنّ البابا برغوليو قام بزيارات إلى أمكان عاش فيها العديد من القدّيسين وتكتسب أهمّيّة بالنّسبة للكنيسة الإيطاليّة، وشدّد الرّاحل على ضرورة أن تشكّل هذه الأماكن نقطة انطلاق لكنيسةٍ تعرف كيف تخاطب الجميع، وكيف تلاقي الجميع، وتنقل للكلّ فرح الإنجيل. وشاء نيافته في هذا السّياق أن يرفع الشّكر لله على العطايا الكثيرة الّتي وهبها للكنيسة ولجميع البشر من خلال البابا فرنسيس، مشيرًا بنوع خاصّ إلى كلمات البابا برغوليو وحضوره وابتسامته وزياراته ومثابرته وتوقّف عند الزّيارة الّتي قام بها إلى سجن ريجينا تشيلي بروما وشاء من خلالها أن يعبّر عن الرّحمة، لا بل أن يكون أداة للرّحمة، وسط السّجناء، كما وسط جميع البشر.

هذا ولم يخف الكاردينال زوبي تأثّره إزاء الاحتفال بقدّاس التّأبين من على مذبح البازيليك الفاتيكانيّة، وأضاف أنّ هذا الصّرح يذكّرنا بالمهمّة الّتي أوكلها الرّبّ إلى القدّيس بطرس، الّذي دُعي إلى خدمة وتمثيل الجماعة، وإلى التّغلّب على الأنانيّة وحبّ الظّهور. وشجّع نيافته المؤمنين على الصّلاة من أجل البابا الرّاحل، والّذي هو البابا الخامس والسّتّين بعد المائتين في تاريخ الكنيسة، حاثًّا الأشخاص على تخطّي أنماط التّفكير التّقليديّة، وعلى أن يكون لهم قلب واسع ورحب، لأنّ شعب الله هو دائمًا أكبر وأوسع من تفكيرنا.

وشدّد زوبي على ضرورة رفع الشّكر لله، من هذا البيت المشترك الّذي هو إيطاليا، والعالم كلّه، المطبوع بانقسامات كثيرة لأنّ البشر يعجزون عن التّفكير معًا، والإصغاء إلى صرخة الفقراء والمحتاجين، وحيث يسود منطق القوّة عوضًا عن منطق الحوار. ولفت إلى أنّه يجب أن نشكر الله على إعطائه لنا هذا الحبر الأعظم، هذا الأب والرّاعي والأخ الّذي كان مطيعًا للإنجيل، وكان متعلّقًا به وقد بذل حياته كلّها في سبيله، حتّى الرّمق الأخير.

بعدها توقّف رئيس مجلس أساقفة إيطاليا عند البساطة الّتي ميّزت حياة البابا فرنسيس، معتبرًا أنّها ساهمت في تقريب الأشخاص منه، وساعدته على جعل كلمة الله مألوفة لدى النّاس. ورأى الكاردينال زوبي أنّ البابا الرّاحل يستمرّ اليوم– من خلال كلماته وأفعاله– في إنارة الدّرب الواجب اتّباعها، وفي إضاءة شعلة الفرح، وفي وضع كلمة الرّبّ يسوع في المحور، وفي تحريرنا من الأعباء الشّخصيّة والكنسيّة الّتي تجعل كلمة الله غير ناجعة ولا تخاطب قلب الإنسان. من هذا المنطلق، اعتبر زوبي أنّ المؤمنين مدعوّون اليوم إلى الشّعور بوجود البابا فرنسيس إلى جانبهم، تمامًا كما فعل بلا كلل خلال سنوات حبريّته وخدمته، لاسيّما الأشخاص الّذين انطفأت في قلبهم الحماسة وباتوا أسرى الخوف.

وختم الكاردينال ماتيو زوبي عظته خلال قدّاس التّأبين لافتًا إلى أنّ البابا خورخي برغوليو دلّنا على طريق الرّبّ الّتي ينبغي أن نسلكها وعلى كيفيّة وهب ذواتنا للآخرين. وذكّر بالكلمات الّتي قالها البابا في فلورنسا عام ٢٠١٥، في الخطاب الّذي رافق وأحيا المسيرة السّينودسيّة، عندما دعا المؤمنين إلى عيش التّواضع والابتعاد عن الأنانيّة كي تكون الكنيسة كأمّ تتفهّم أبناءها وترافقهم وتلاطفهم، وتبقى دومًا إلى جانب الأشخاص المتروكين والمنسيّين."