ما هو مصير آثار الكنيسة البيزنطية التي اكتشفت في غزة؟
اكتشف عمال بناء، يوم السبت 2 نيسان 2016، إبان قيامهم بأعمال الحفريات لبناء مجمع تجاري في ميدان فلسطين في قطاع غزة أجزاءً من عمدان رخامية ذات تيجان كورنثية مزخرفة، وحجر أساس يبلغ عرض قاعدته 90 سم يحمل صليباً يونانياً محفوراً داخل دائرة. وقد أشار السيد جمال أبو ريدة، مدير عام وزارة السياحة والآثار أن “لأول وهلة اعتقدنا أن المكان عبارة عن كنيسة أو كاتدرائية تعود إلى الفترة البيزنطية”. وأضاف أن “الآثار تعود إلى ما بين القرن الرابع والسابع الميلادي”.
وبالرغم من هذا الاكتشاف استمرت أعمال الحفريات في المكان الواقع في ميدان فلسطين وسط غزة مما أدى إلى إثارة انتقادات علماء الآثار، الذين أشاروا إلى ضرورة الحفاظ على المواقع الأثرية. وفي حديث مع وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”، أشارت الباحثة في الآثار هيام البيطار إلى وجوب التغاضي “عن كل الخلافات السياسية والأمور التي تحد من التواصل الخارجي، يجب أن نتواصل لكي نظهر هذا التاريخ الإنساني الذي يعنى به كل مواطن فلسطيني وحتى الصديق للفلسطينيين”. كما ووجهت نداءً إلى منظمة اليونسكو إلى المساعدة في البحث والحفاظ على الآثار التي تم ويتم اكتشافها في قطاع غزة متمنية اتاحة الفرصة للمدرسة الكتابية والأثرية الفرنسية في القدس للقدوم إلى غزة لدراسة هذه المواقع.
وتعد مدينة غزة موطن القديس هيلاريون، مؤسس وأب الرهبانية الفلسطينية، الذي قام ببناء أول دير في فلسطين ما بين الميناء وغزة عام 329م. ويعرف الدير اليوم ب”تل أم عامر” الواقع جنوب غرب مخيم النصيرات. ويظهر دير هيلاريون على خارطة فسيفساء مادبا، بالاضافة إلى كنيسة باسم القديس فكتور.
والدير اليوم مهدد بالاندثار نتيجة نقص التمويل اللازم لحفظ هذا الصرح الثمين. وصرّح السيد رينيه ايلتير، عالم الآثار في المدرسة الكتابية والأثرية الفرنسية في القدس، بأن وضع الدير في حالة حرجة وإنه من المهم انقاذه قبل خسارته نهائياً. في عام 2012 أدرج الدير على قائمة الصندوق العالمي للآثار والتراث المئة الأكثر تهديداً للاندثار في العالم بالاضافة إلى وضعه على اللائحة المؤقتة للمواقع الأثرية المرشحة للدخول في قائمة التراث لمنظمة اليونسكو.
وبحسب المصادر التاريخية والأثرية فإن غزة تضم أكثر من 10 أديرة تعود إلى الفترة البيزنطية. وقد قام السكان المحليون عبر الأجيال باستعمال الأماكن القديمة، من بينها الأديرة، كمصدر لأحجار البناء. من جانب آخر فإن سوء حفظ الآثار يشكل تحدياً كبيراً لعلماء الآثار لمعرفة مواقع هذه الأديرة في غزة.